يضم فريق موقعنا موتور 1 بشتى نسخه العالمية عددًا من  محبي الطيران، ومنهم من لديهم خبرات، متفاوتة، في قيادة الطائرات، إن طائرة سيسنا 208 ليست طائرة جامبو ضخمة متعددة المحركات، ولكنها تتسع لأكثر من اثني عشر راكبًا، فهي طائرة ركاب شائعة، لكنها بعيدة كل البعد عن طائرتي التدريب سيسنا طرازي 150 أو 172. لذلك عندما سمعنا أن راكبًا هبط بسلام بعد وفاة الطيار تأثرنا.

وكان علينا نشر القصة ما إن علمنا أن الراكب، الذي تولى زمام الأمور في تلك اللحظات الحرجة، لم يكن لديه تجربةً في الطيران على الإطلاق.

تلقى مراقبو الحركة الجوية في فلوريدا في حوالي الظهر بالتوقيت المحلي، يوم الثلاثاء الموافق العاشر من مايو، إرسالًا من السيد دارين هاريسون. كان أحد اثنين من ركاب طائرة سيسنا 208 عائدين من رحلة صيد عندما عانى الطيّار حالةً طبية طارئة. ووصف هاريسون "الوضع بالشديد الخطورة"، قائلا إن الطيار غير متماسك وإنه لا يعرف كيف يقود الطائرة. لحسن الحظ، كان السيد روبرت مورغان مراقب الحركة الجوية يعمل في ذلك اليوم في مطار بالم بيتش الدولي القريب، وهو مدرّب طيران معتمد. وتمكن دارين، بفضل هدوئه وتعليمات روبرت، من الهبوط بطائرة سيسنا 208 بإتقان تامٍ.

نرى دارين يتحدث في المقطع المرئي أعلاه لقناة توداي Today عن التزام الهدوء في أثناء العملية، قائلًا ببساطة لم يكن هناك وقت للذعر.

قال دارين في المقابلة: "إما أن تفعل ما عليك القيام به للسيطرة على الوضع، أو أنك ستموت. وهذا ما فعلته".

يبدو الأمر بسيطًا بما فيه الكفاية، وقد يشعر البعض بالارتياح للاعتقاد أنه من السهل إلى حدٍّ ما الهبوط بطائرة أصغر ذات محرك واحد مثل سيسنا 208 كارافان. الأمر ليس كذلك - حتى في طائرة تدريب صغيرة، على الطيّار ضبط إعدادات خليط الوقود، والخانق، والرفرف، وأجهزة اللاسلكي لإدارتها. كما تحتوي الطائرة 208 على إعدادات المروحة وعتادًا أكثر تعقيدًا، ومن ثم لا يزال يتعيّن عليك قيادة الطائرة فعليًا، ومراقبة السرعة الأمامية والسرعة الرأسية والارتفاع وزاوية الانحراف والانعراج والعقبات خارج الطائرة وأنت بالقرب من الأرض.

مناورة الهبوط - النقطة التي تسبق الهبوط مباشرة حيث يرفع الطيار الطائرة مرةً أخرى إلى المستوى المناسب - هو شيء يتطلب التدريب للوصول بشكل صحيح. إذا حصل في وقتٍ مبكر جدًا فإنك ستكون كمن يطفو فوق الأرض حتى نهاية مسار المدرج أو تتوقف، وتصطدم بالأرض. أما إذا هبطت بعد فوات الأوان فإنك سترتطم بالأرض فورًا. يُظهر المقطع المرئي الموجود في ترويسة الخبر أن دارين هاريسون فهم الأمر بشكل صحيح، حيث هبط بصعوبةٍ بعض الشيء ولكن مهلًا، حتى المحترفين المخضرمين يتعرضون لهبوط قاسٍ في بعض الأحيان. بالنظر إلى أن هذه هي محاولته الأولى المطلقة، وفي مثل هذه الظروف الطارئة، فإن جهود دارين لا تقل عن كونها استثنائية.

القصة لها نهايةٌ سعيدة للغاية أيضا، حسب ما ورد، فإن الطيّار الذي عانى حالةً طبية طارئة في حالة مستقرة. بالنسبة إلى دارين، لا نعرف ما إذا كان سيتلقى دروسًا في الطيران بعد هذه التجربة، ولكن إذا كانت هناك حالة موهبة طبيعية اكتشفناها في هذا التسجيل المرئي، فقد يكون هذا أفضل ما رأيناه على الإطلاق.