من الصعب الحكم على سيارات إنفينيتي لمن لم يقدها لفترة طويلة. هل هي سيارات رياضية؟ أم سيارات فاخرة؟ أم مجرد نسخ مختلفة من سيارات نيسان، الشركة الأم؟ هي كل ذلك في الحقيقة، ولكن لسبب ما، لم تترسخ هوية إنفينيتي بشكل جيد في أذهان الناس، على الأقل في سنواتها الأولى،
لكن اليوم، سيارات إنفينيتي باتت لها هوية واضحة، وباتت شريحة المستخدمين الذين تستهدفهم هذه السيارات أوضح، حيث السيارات موجهة تماما لزبائن محددين، يجدون فيها ما يبحثون عنه في هذه الفئة من السوق، سواء من حيث السعر أو المواصفات. وآخر هذه السيارات هي إنفينيتي QX55، والتي قمت بتجربتها بشكل سريع مؤخرا.
المعرض: إنفينيتي QX55
ما هي إنفينيتي QX55؟ باختصار، هي سيارة تضع الشخصية المميزة في قلب مواصفاتها. سيارة شبابية، موجهة - وباعتراف إنفينيتي - إلى الجيل الأصغر عمرا. الشباب والشابات في بداية حياتهم المهنية، أو ربما حتى على مقاعد الدراسة. العائلات الجديدة التي تبحث عن سيارة فاخرة، بمميزات تقنية عالية، وبسعر معقول. دعوني أختصر الموضوع وأقول بأنها تستهدف أولئك الذين لم يتجاوزوا الثلاثينيات من عمرهم بعد.
تصميميا، سيجدون سيارة من فئة "الكوبيه SUV"، أي سيارة دفع رباعي صغيرة بتصميم رياضي مع سقف يمنيل إلى الخلف بشدة. ولكن الأهم، أنها سيارة ذات شخصية واضحة. مقذمة سيارات إنفينيتي باتت لها هوية مميزة، ترسخت مع فتحة الهواء الكبيرة والتي تستمد تفاصيلها التصميمية من فن "الأوريغامي" الياباني، فن صناعة الأشكال عبر ثني الورق. النتيجة تفاصيل مميزة تلفت الانتباه. حول الفتحة أضواء LED حديثة، تعطي السيارة "وجها" مميزا، يكتمل مع الفتحات الجانبية الكبيرة، لتعطي السيارة مظهرا رياضيا.
من الجانب، خط السقف هو ما سيلفت الاغنتباه طبعا. إنفينيتي QX55 سيارة من فئة "الكوبيه بأربعة أبواب"، كما تسمى هذه السيارات، أي أن التركيز هنا على التصميم الرياضي في السقف، والمائل نحو المؤخرة، والذي يكتمل مع الجناح الكبير في الأعلى، والذي أعتقد أنه كان من المفترض أو يكون بلون السيارة ليبرز أكثر. أما المؤخرة فأنيقة بأضوائها الممتدة حتى جوانب السيارة، مع عجلات معدنية كبيرة تعطي السيارة شكلا رياضيا فعلا.
لا شك في أن التصميم مميز، وإذا ما اخترت سيارة باللون الأحمر كسيارة التجربة، فستجد أنه تبرز فعلا على الشارع، كسيارة ذات شخصية شبابية رياضية. غريب إذا كان خيار إنفينيتي مع مقصورة السيارة. أنا لا أقول بأنها مقصورة سيئة. كلا، على الإطلاق. بل هي مقصورة مميزة، فاخرة وأنيقة ورصينة، وذات تجهيزات مميزة، وجودة عالية جدا تتناسب مع سيارة تحمل اسم إنفينيتي، كسيارة Premium كما تسمى. كل ما في الأمر هو أن التصميم العام للسيارة رصين أكثر من اللزوم، ولا يتناسب مع شخصية السيارة التي يعكسها تصميمها الخارجي القوي.

مثال كبير على ذلك هو الشاشتان في وسط لوحة القيادة. في عصر باتت فيه شركات السيارات تتنافس في وضع شاشات عملاقة، تبدو الشاشتان المنفصلتان في وسط لوحة القيادة خيارا غريبا من إنفينيتي، ولكن على الأقل من السهل التعامل مع السيارة ونظام المعلومات والترفيه ككل، نظام حديث، يمكن وصل الهواتف الذكية فيه مع نظام آبل كاربلاي وأندرويد أوتو. وكما هو متوقع، مواصفات إنفينيتي QX55 حديثة ومميزة، سواء من حيث تجهيزات السلامة أو أنظمة مساعدة السائق، والتي توفر تجربة قيادة مريحة وآمنة. أمر آخر هو وضعية الجلوس، والتي يدت عالية أكثر من اللزوم. نعم، من المفترض أن تكون هذه سيارة "كروس أوفر" في فئة الـ SUV الصغيرة، ولكن بتصميم رياضي كهذا كنت أتمنى وضعية قيادة رياضية أكثر.

النجم الحقيقي في مواصفات إنفينيتي QX55 هو المحرك. السيارة مزودة بمحرك فريد، من فئة 2.0 ليتر مع تيربو، ولكنه يتميز بتقنية VC اختصارا لعبارة "نسبة الانضغاط المتغيرة" بحيث أن نسبة الضغط تتغير بحسب استخدام المحرك ودواسة الوقود، فيجمع بين القوة المطلوبة والتي تبلغ 268 حصانا، مع استهلاك منخفض جدا للوقود.
الأداء ممتاز، مع تسارع من 0-100 كلم/س في حوالي 6.9 ثانية، لكن ما يخيب الآمال هو إصرار إنفينيتي على تزويد السيارة بعلبة تروس من فئة CVT، والتي وعلى الرغم من أنها توفر السلاسة والراحة المطلوبة لسيارة فاخرة، إلا أنها لا تتناسب وشخصية السيارة الرياضية. كنت أتمنى لو تم تزويد السيارة بعلبة تروس أوتوماتيكية حديثة، خاصة وأن اندفاع السيارة بعجلاتها الأربعة يعطيها تماسكا عاليا.
لكن، وعلى الأغلب، قد لا يكون هذا أمرا مؤثرا على قرار شراء السيارة لدى غالبية المستهلكين الذين تستهدفهم السيارة. فتصميم السيارة المميز، ومواصفات إنفينيتي QX55 بالإضافة إلى شخصيتها المميزة ستجعلها خيارا مميزا من الصعب تجاهله.
إنفينيتي QX55