مع تكثيف المزيد من البلدان لجهودها في إزالة الكربون، فإن الأسئلة الرئيسية تتمحور حول التحول إلى السيارات الكهربائية. في حين تشير التوقعات إلى أن غالبية عمليات شحن السيارات بالطاقة ستتم في المنزل ليلًا، فلن يكون ذلك ممكنًا دائمًا في كل حالة. نتفهم عمومًا أن البنية التحتية بحاجة إلى التحسين مع بدء المزيد من الأشخاص في استخدام المزيد من المركبات الكهربائية - لكن من الواضح أن الحلول المتعددة ضرورية.
لهذا السبب، أعلنت مجموعة ستيلانتيس العملاقة للسيارات في ديسمبر 2021 عن مشروع الشحن اللاسلكي الحثي باسم آرينا ديل فيوتورو (مضمار المستقبل). والآن نحن في العام 2022، ربما اعتاد معظمنا فكرة الشحن اللاسلكي لهواتفنا الذكية وأجهزتنا اللوحية. قد يكون لدينا محطات شحن لاسلكي في منازلنا، أو نستخدمها في المقاهي والمطارات والأماكن العامة الأخرى في أثناء خروجنا. لقد أصبحت شائعةً جدًا، وربما لم نعد نفكر بها كثيرًا بعد الآن - فنحن نستخدمها ونشحنها ونستمر حياتنا.
يريد مشروع آرينا ديل فيوتورو أن يكون بهذه السهولة - لكنه يتخذ نهجًا مختلفًا. بدلًا من الاضطرار إلى البقاء في مكان واحد، تتساءل ستيلانتيس وشركاؤها في المشروع، ببساطة: ماذا لو كان بإمكان شحن المركبات الكهربائية في أثناء استخدام الطريق كالمعتاد؟ إنها فكرة من المحتمل أن تغير قواعد اللعبة - بالرغم من أن هذه العبارة تطرح كثيرًا، فإنها تبدو قابلةً للتطبيق للغاية، ولا يبدو بأن هنالك مبالغةً فيها إطلاقًا. لن تعود كثافة مدخرات الطاقة (البطارية) ومداها التشغيلي تشكل هاجسًا إذا كان طريقٌ مثل هذا متاحًا.
نحن الآن في يونيو 2022 - فكيف يسير المشروع؟ جيد جدًا، هذا ما يقول الفريق العامل على تطوير هذه التقنية. ولمن لا يعرف، يعتمد المشروع على ما تطلق عليه ستيلانتيس تقنية نقل الطاقة النشط اللاسلكي (DWPT)، التي تتكون من وشائع موضوعة مباشرة تحت طبقة الأسفلت في طريق حلبة الاختبار. يمكن لأي مركبة مزودة بجهاز استقبال خاص بعد ذلك سحب الطاقة من الوشائع، ونقلها مباشرةً إلى المحرك الكهربائي، وتجاوز كل ما هو موجود في مدخرة الطاقة (البطارية) تمامًا. لذا، فإن الطاقة الموجودة في مدخرة الطاقة تبقى مخزنةً للاستخدام لاحقًا عندما تسير السيارة على طريقٍ عادي.
حتى الآن، تقول ستيلانتيس، بأن سيارتها فيات نيو 500 الكهربائية تمكنت من السير بسرعات معهودة على الطرق السريعة باستخدام تقنية الشحن اللاسلكي، دون استهلاك أيٍّ من الطاقة المخزنة في مدخرة طاقتها. هذه هي النتيجة التي توصلوا إليها بعد شهور من الاختبار، والتي تبدو مشجعةً للغاية.
كما اختُبرت التقنية الواعدة على حافلات كهربائية من فيات وإيفيكو، لكن لم تُجرَّب على الدراجات النارية لغاية الآن، مع أن هذا المشروع يفيد الدراجات النارية الكهربائية أيضاً. أعلن الفريق في حدث أرينا ديل فيوتورو الأخير في شياري بإيطاليا، أن مازيراتي ستنضم إلى المشروع في المستقبل، وعرضَ سيارة غريكالي فولغوري التي ستكون قريبًا جزءًا من الاختبار في المشروع. كما ستجمع بيانات مفصلة لتحليل الأداء.
بالطبع سنكون أكثر اهتمامًا بمجرد مشاركة الدراجات النارية في الاختبار، ماذا عن دراجة فيسبا إيليتريكا أو دراجة إنيرجيكا؟ بالتأكيد، لدى دراجة إكسبيريا أطول مدى تشغيلي مفترض من أي درّاجة إنيرجيكا، لكن فكر في المدة التي يمكنها أن تسير فيها مع إمكانية الحصول على الطاقة الكهربائية من الطريق. مع ذلك، من المشجع أن ترى تقارير منتظمة عن حال سير مشروعات مثل هذه. نتطلع إلى رؤية مدى تقدمها مستقبلًا.