أعلنت شركة هوندا عن خططها لاستثمار 40 مليار دولار أمريكي في الأقل حتى عام 2030 لزيادة نسبة السيارات الهجينة والكهربائية الصـِّرْفـَة إلى ما نسبته أربعون في المئة من مبيعاتها الإجمالية بحلول نهاية العقد. يأتي ذلك وسط وتيرة بطيئة نسبيًا لدى هوندا مقارنةً بمنافسيها مثل فولكس واجن وجنرال موتورز اللتان خصصتا عشرات مليارات الدولارات لتطوير وتصنيع المركبات الكهربائية ومدخرات الطاقة (البطاريات).

المعرض: هوندا برولوج 2024

بالرغم من هذا الالتزام بالكهرباء، يعتقد السيد توشيهيرو ميبي Toshihiro Mibe، المُدير التنفيذي لشركة هوندا، أن محركات الاحتراق الداخلي يمكن أن تظل موجودة حتى عام 2040 وما بعدها. وقال توشيهيرو في تقريرٍ لوكالة رويترز Reuters الإخبارية: "بينما نتحرك نحو الحياد الكربوني، فإنننا نركز على خلايا الوقود [الهيدروجين] والكهرباء - وهما المكونان الأساسيان للتنقل في المستقبل".

يعمل توشيهيرو في مجال تطوير المحركات منذ 30عامًا، لذلك فهو ليس مغرمًا بعصر السيارات الكهربائية على الصعيد الشخصي، إذا علَّقَ قائلًا: "إنما عليّ أن أفصل بين مشاعري الخاصة عن ما هو أفضل لمصلحة الشركة".

لتحقيق هدف هوندا المتمثل في أن تشكل المركبات الكهربائية والهجينة 40 في المئة من مبيعاتها بحلول عام 2030، أنشأت الشركة اليابانية وحدة أعمال مستقلة للإشراف على تطوير السيارات الكهربائية ومدخرات الطاقة، التي يمكن أن تشمل في النهاية استثمارًا في محطات شحن السيارات الكهربائية، على غرار شبكة الشحن الفائق من تيسلا سوبرتشارجر Tesla Supercharger.

في ذات السياق، تُجري هوندا دراسات جدوى في مجموعة من التقنيات، من أجهزة الشحن ومدخرات الطاقة المتقدمة إلى المركبات الجوية والطائرات والصواريخ، فضلاً عن أنواع الوقود الصـُنعي الجديدة منخفضة الكربون، التي يمكن أن تساعد في الإبقاء على محركات الاحتراق الداخلي لمدة عقد أو عقدين آخرين.

بالرغم من هذه الاستثمارات ودراسات الجدوى، تحافظ هوندا على توقعات واقعية حول طول عمر محرك الاحتراق الداخلي، مع ملاحظة توشيهيرو أن من المرجح أن تستمر السيارات عالية الأداء والشاحنات والمركبات الثقيلة الأخرى استخدام محركات الوقود لمدةٍ أطول مستقبلًا.

لدى هوندا شراكات قائمة لصنع مدخرات الطاقة بالتعاون مع شركة أل جي لحلول الطاقة LG Energy Solution الكورية في مصنعٍ بولاية أوهايو الأمريكية اعتبارًا من عام 2025، التي ستُستخدم في مصانع هوندا المستقبلية لإنتاج السيارات الكهربائية في أمريكا الشمالية. قبل ذلك، ستحصل هوندا على سيارتي دفع رباعي كهربائيتين جديدتين، هوندا برولوغ Prologue ونسيبتها الفخمة أكيورا زد دي أكس Acura ZDX، من مصنع جنرال موتورز في سبرينغ هيلز Spring Hills بولاية تينيسي في عام 2024، وذلك في إطار اتفاقية شراكة مع المجموعة الأمريكية.

تعمل هوندا أيضاً على تطوير قواعد عجلات نموذجية لسياراتها الكهربائية الصـِّرْفـَة، التي ستصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2026، إضافةً إلى مدخرات طاقة متطورة من تصميمها الخاص لبعض تلك الطرازات المستقبلية.