المنافسة ليست سيئة، بل أمرٌ صحي، ليس فقط في صناعة السيارات ولكن في جميع أنواع الأعمال الأخرى، إذ تدفع الصانعين لتطوير منتجات أفضل، وإبقاء الأسعار منخفضةً (نسبيًا) لجذب المزيد من العملاء. مع ذلك، لا يبدو السيد كارلوس تافاريس Carlos Tavares، المدير التنفيذي لشركة ستيلانتيس، سعيدًا تمامًا بانتشار السيارات الكهربائية الصينية في أوروبا.

إنه قلقٌ من أن صناعة السيارات في القارة القديمة يجب أن تستعد لـ "معركة رهيبة" مع العلامات الصينية. نظرًا لأن تكلفة الإنتاج أقل بكثير في الصين فإن سياراتهم أرخص بكثير من تلك التي تُصنع في المصانع الأوروبية.

المعرض: بيجو إي 308 2023

في سياقٍ متصل، قال السيد باتريك كولر Patrick Koller، المُدير التنفيذي لشركة فورفيا Forvia، المصنعة للمكونات والقطع المُستخدمة في إنتاج السيارات التي تشكلت في 2022 إثر اندماج شركتي فاوريسيا Faurecia وهيلا Hella، إن صانعي السيارات الصينيين يمكنهم اعتياديًا تصنيع سيارة كهربائية أرخص بمقدار عشرة آلاف يورو (حوالي 10,500 دولار أمريكي) من أي سيارة من إنتاج علامة أوروبية. كما قال باتريك على هامش حضوره معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2023 CES في لاس فيغاس، إن هذا التناقض "أكثر خطورةً" بالنسبة لأوروبا منه للولايات المتحدة الأمريكية، حيث تُفرض على السيارات الصينية رسوم استيراد وجمارك عالية. جديرٌ بالذكر أن ستيلانتيس تمتلك يضاً نسبةً وازنة من أسهم فورفيا.

قال كارلوس، رئيس ستيلانتيس، في حديثه إلى موقع أوتوموتيف نيوز أوروبا Automotive News Europe (أخبار السيارات): "تجعل اللوائح التنظيمية في أوروبا أن السيارات الكهربائية التي المصنوعة في أوروبا أغلى بنحو 40 في المئة من السيارات المماثلة المصنوعة في الصين، إذا لم يغير الاتحاد الأوروبي الوضع الحالي فإن صناعة السيارات في المنطقة ستعاني نفس مصير صناعة الألواح الكهروضوئية الأوروبية. أعتقد أننا رأينا هذا الفيلم من قبل، إنه تصوُّرٌ كئيبٌ للغاية، إنما يَجِبُ ألاّ يسير على هذا النحو".

لدى كارلوس حلٌ للرد على كبرى الشركات الصينية، مثل سايك SAIC وبي واي دي BYD وجيلي Geely، "إعادة التصنيع Reindustrialisation" في أوروبا عبر إعادة الطاقة الإنتاجية المفقودة، ومن شأن هذا الإسهام في خفض نفقات الإنتاج لكي تصبح أسعار السيارات أكثر تنافسيةً مقارنة بالسيارات الصينية. كما يعتقد أيضاَ أن اتباع سياسة تجارية مختلفة لحماية إنتاج السيارات الأوروبية سيكون حلًّا قابلًا للتطبيق.

إذا لم يحدث شيء، فإن كارلوس يتوقع أنه "سيؤدي حتمًا إلى قرارات لا تحظَ بالقُبول الجماهيري" في أوروبا، من خلال تقليل إنتاج السيارات ونقل الإنتاج إلى دول تكون فيها الكلفة أقل.