هل السيارات التي تعمل بمدخرات الطاقة (البطاريات) هي مستقبل صناعة السيارات حقًا؟ من المؤكد أن الأمر يبدو كذلك الآن، لكن لا أحد يعرف ما يخبئه الغد إذا كانت السنوات الثلاث الماضية تشير إلى ذلك. يراهن صانعو السيارات بقوةٍ على المركبات الكهربائية العاملة بمدخرات الطاقة، إنما يستكشفون أيضاً تقنيات بديلة أخرى. استثمرت بورشه في الوقود الصُنعي، وقد أحرزت مساعيها تقدمًا.
أعلنت شركة صناعة السيارات الرياضية الألمانية أنها بدأت في إنتاج الوقود الصُنعي في مصنعها في تشيلي. احتفلت بورشه بهذا الإنجاز بملء خزان سيارة من طراز 911 بالقطرات الأولى من الوقود الصنعي.
المعرض: بورشه تبدأ إنتاج الوقود التخليقي
تُسميه بورشه بالوقود الإلكتروني eFuel، وتصنعهُ في مُنشأةٍ تُعالج الماء وأكسيد الكربون بواسطة طاقة الرياح، وهذا أحد أسباب تشييد المُنشأة في بونتا أريناس Punta Arenas، جنوب تشيلي، حيث تهب عليها الرياح لمدة 270 يومًا في السنة، ما يسمح بعنفات المراوح الهوائية بالعمل بكامل طاقتها. كما تقع المُنشأة قُرب مضيق ماجِلّان Strait of Magellan، ما يجعلها مكانًا مناسبًا لنقل هذا الوقود إلى جميع أنحاء العالم.
ستنتج المرحلة التجريبية للمصنع 130 ألف لتر تقريبًا سنويًا من الوقود، هذا لا يكفي حتى كـ "مُقبلات" لإثارة شهية أمريكا المفتوحة للبنزين - استهلكَ الأمريكيون 134.83 مليار غالون (510 مليارات لتر) من البنزين في عام 2021 وحده، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية US Energy Information Administartion.
مع ذلك، هناك خطط لزيادة إنتاج الوقود الصُنعي بحلول منتصف العقد الجاري، لإنتاج ما يصل إلى 55 مليون لتر سنويًا. وتتوقع الشركة أن تزيد قدرتها إلى 550 مليون لتر بعد ذلك بعامين، ما زالت هذه الأرقام تُشكِّل جزءًا ضئيلًا من الاستهلاك الأمريكي للبنزين، إنما هذه بداية مُبشِّرة.
وبينما سيُساعد الوقود الصُنعي بورشه على تحقيق هدفها المتمثل في الحياد الكربوني، الذي تسعى للوصول إليه بحلول عام 2030، فإنه ينطوي على فوائد أخرى. إذ يمكن أن يساعد في تشغيل أكثر من 1.3 مليار سيارة تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، ويُبقيها تسير على الطريق لعقود، خبرٌ سعيد لمالكي السيارات الكلاسيكية.
قال السيد مايكل شتاينر Michael Steiner، عضو مجلس بورشه التنفيذي لشؤون التنمية والبحوث، بأن الوقود الصناعي: "سيوفر لأصحاب السيارات الحالية بديلًا شبه محايد للكربون، وسيساعد صانع السيارات في الحفاظ على سيارات العاملة بمحركات احتراق داخلي القديمة والجديدة على الطريق".
الوقود الصناعي وبدائل المركبات الكهربائية العاملة بمدخرات طاقة ليست جديدة. اختبرت أودي الديزل الصناعي في عام 2010، وما زال صانعو السيارات يستثمرون في المركبات التي تعمل بالهيدروجين ويطوروها. التصورات المحتملة لمستقبلٍ تُستخدم فيه وسائل مختلفة لتزويد سياراتنا بالقوة،المركبات الكهربائية بمدخرات طاقة والهيدروجين والوقود الصناعي.