من النادر أن تقابل رئيس مجلس إدارة مثل جان-فيليب إمبارتو. التقيت به خلال مجريات جائزة أبو ظبي الكبرى، وكان لقاء مختلفا. في العادة، يصلرؤساء مجالس الإدارة مع حاشية كاملة، بالزي الرسمي. جان فيليب وصل مع مساعد وحيد، وهو يرتدي قميص فريق ألفا روميو الأحمر. جملته الأولى: رياضة السيارات مهمة وستبقى جزءا من هوية ألفا روميو. إنها بداية موفقة.
ولكن إذا ما كان ذلك صحيحا، فلماذا ستنهي الشركة علاقتها بفريق ساوبر؟ ألم يكن من الأفضل أن تستثمر فيه، كما ستفعل أودي؟ ”الموضوعيتمحور حول العائد من الاستثمار“، يجيب إمبارتو. ”نعرف شعبية الفورمولا واحد، ولكن لشركة مثل ألفا روميو، تحاول توسيع مجموعة سياراتهاوالمنافسة في أسواق جديدة، الاستثمار الضخم المطلوب لتكون فريقا متكاملا قد يطغى على الاستثمار في السيارات التجارية، وهذا أمر لا نريده“.
كيف إذا ستتواجد ألفا روميو في ساحات السباقات؟ الأمر ليس محسوما بعد. الشركة الإيطالية تنظر بعقل متفتح إلى كل الاحتمالات، من العودة إلىسباقات لومان، الانخراط في السباقات الأمريكية مثل الإندي كار، أو حتى الدخول في عالم سباقات الجي تي المختلفة. باختصار، الأبواب كلها مفتوحة والاحتمالات قائمة. والأهم من ذلك، أن القرار سيؤخذ قريبا، تحديدا في منتصف العام القادم.
المعرض: تصميم تصوري لسيارة ألفا روميو جي تي في المعاصرة
لماذا التركيز على رياضة السيارات؟ إمباراتو يدرك جيدا أهمية السباقات في صياغة رؤية المستهلكين للمنتجات التي تقدمها شركته، وأهمية رياضةالسيارات كمختبر حقيقي للأبحاث والتطوير. وكون علامة ألفا روميو تشكل جزءا مهما من مجموعة ”ستيلانتيس“ الكبيرة، فهذا الأمر يفتح أبوابا لهاللوصول إلى تكنولوجيا متطورة، سواء في السباقات أو في مجال تصنيع السيارات.
وتصنيع السيارات، أو بالأصح، تقديم سيارات جديدة، هو ما يهم الشركة بالدرجة الأولى حاليا. فاليوم، لدى ألفا روميو طرازان فقط يتوفران للبيع، جولياوستيلفو، مع طراز تونالي الجديد الذي تم إطلاقه في الإمارات العربية المتحدة على هامش جائزة أبو ظبي الكبرى، وبالتزامن مع افتتاح معرضالشركة الجديد ضمن حرم حلبة مرسى ياس الشهيرة.
ولكن لمنافسة أسماء مثل بي إم دبليو مثلا، على الشركة أن توسع مجموعة سياراتها، وبسرعة. وهذا الأمر يقع ضمن صميم أولويات إمباراتو. إلا أنالأمر ليس سهلا. إذ على الشركة أن تتطلع أيضا إلى المستقبل. مستقبل يتضمن التحول إلى السيارات الكهربائية، وسريعا. وخطة الشركة واضحة،وإمبارتو يضعها أمامنا بكل ثقة.
”سنوسع المجموعة، وخلال عامين، ستبدأ بتقديم سيارة جديدة كل عام، حتى ٢٠٣٠“. هذا طموح كبير. فنحن نتحدث عن تقديم سبع سيارات جديدة،وهو أمر ليس بالهين على شركات عملاقة، فما بالك بعلامة ”متخصصة“ مثل ألفا روميو إن صح التعبير.
السر يكمن في التحول الكهربائي. ألفا روميو تونالي ستكون أول سيارات ألفا روميو ”المكهربة“ مع تقديم نسخة “plug-in Hybrid“، أو السيارةالهجينة القابلة للشحن الخارجي. لكنها الخطوة الأولى في مسيرة ستتوجه بشكل مباشر نحو تقديم سيارات كهربائية بالكامل، تماشيا مع التوجه العاملصناعة السيارات في العالم، والقوانين التي يتم وضعها في الاتحاد الأوروبي تحديدا، للحد من بيع السيارات العاملة بالوقود.
ولكن كيف يمكن لألفا روميو أن تظهر معدنها الحقيقي، إرثها الكبير، وتحافظ على DNA العلامة الشهيرة؟ إمباراتو يرى أن السيارات الكهربائية، علىعكس مما قد يعتقد البعض، قد تكون الحل الحقيقي للشركة. فعلى عكس الكثيرين، لا يفكر إمباراتو بأرقام الأداء، أو المسافات التي يمكن قطعها. كلا،إنه يفكر باستغلال القوة المتوفرة عبر المحركات الكهربائية، لإنتاج سيارات سريعة الشحن، توفر الاداء المطلوب من سيارة ألفا روميو. ولكن الأهم منذلك، أنها ستوفر للشركة قاعدة ”مرنة“، من حيث تصميم السيارات، والحفاظ على ”الإثارة“ التي يشعر بها كل رجل حين يرى سيارة ألف روميو تسيرأمامه.
إمباراتو يدرك أن سحر التصميم، أمر لا يمكن فصله عن DNA ألف روميو. الشركة التي يتضمن تاريخها سيارات مثل ”تيبو ٣٣ سترادال“، لا يمكنأن تقدم سيارات عادية. بل يجب عليها دوما أن تقدم سيارات ذات شخصية فريدة. سيارات إيطالية بمعنى الكلمة، بكل أناقتها وسحرها. وهنا ستلعبالسيارات الكهربائية دورا مهما، لما توفره من مرونة عالية.
فالقاعدة بينها ستكون مرنة ومعيارية، أي يمكن تخصيصها بحسب السيارة. وفي نفي الوقت، تتيح للمصممين حرية أكبر بسبب عدم وجود تجهيزاتميكانيكية معقدة تحد من إبداعاتهم. هذا يعني أن كافة فئات السيارات من الممكن - نظريا - أن يتم إنتاجها باستخدام نفس القاعدة، ولكن بتصاميم مختلفة.
هل يعني هذا عودة سيارات الكوبيه مثلا؟ أو السيارات المكشوفة مثل الألفا وروميو سبايدر؟ وماذا عن التصاميم الجريئة مثل الألفا روميو جي تي أوطراز بريرا؟ نعم، كلها احتمالات مفتوحة. حتى عند الحديث عن خليفة محتملة لطراز 8C ”كومبتزيوني“ لم يخف إمباراتو رغبته برؤية ذلك يتحقق قريبا،وإن كان ليس أمرا مؤكدا. ولكنه كما قال، منفتح على كل الاحتمالات، قائلا: ”كل ما يمكنك أن تفكر فيه، نحن ندرسه، والطرازات الآن في طور التطويروالدراسة“.
كيف ستكون تلك الطرازات إذا؟ ”مذهلة، ومثيرة“ جواب إمبارتو. سيارات الكوبيه ستكون رياضية الطابع، وبشخصية مميزة. تصميمها سيكون جزيئاومميزا كما كانت سيارات ألفا روميو دوما، وتحتفظ بشخصيتها الإيطالية. والهدف نقل ألفا روميو إلى فئة جديدة مختلفة في السوق، حيث تنافسالألمان وجها لوجه. ربما ليس من حيث حجم المبيعات، أو عدد الطرازات، ولكن من حيث الجودة والاداء، والجاذبية لدى المستهلكين. باختصار، يريدإمبارتو أن ”يرغب“ الناس بشراء سيارة ألفا روميو، لأنها تجعلهم مميزين عن غيرهم.
وهو أمر ينطبق على إمبارتو نفسه. كثيرا ما التقيت رؤساء مجال إدارة لعدد من الشركات، ولكن إمبارتو يختلف عنهم، تماما كما ستكون سيارات ألفاروميو التي ستطلقها.