تريد المفوضية الأوروبية حظر مبيعات جميع السيارات الجديدة المزودة بمحركات ديزل وبنزين وهجينة بحلول عام 2035، لكن وفقاً للعديد من المتخصصين في الصناعة، فإن هذه الإستراتيجية شديدة العدوانية. يقول البعض - مثل رئيس رينو لوكا دي ميو - أن هذه الخطوة يمكن أن يكون لها تأثيرٌ سلبي على البيئة والمجتمع.
في حديثه خلال قمة مستقبل السيارة الذي تنظمه فايننشال تايمز، أوضح دي ميو أن التحول السريع للغاية إلى السيارات الكهربائية بالكامل ربما لا يكون الحل لإنقاذ الكوكب. قد يبدو هذا مربكاً بعض الشيء في الوهلة الأولى، لكن رئيس الشركة الفرنسية قال إن وضع كل أموالك على تكنولوجيات السيارات الكهربائية من شأنه أن يقطع الاستثمار في محركات الوقود، والتي قد تصبح أكثر تلويثاً.
المعرض: رينو زوي 2021
قال دي ميو: "أول شيء أريد أن أقوله هو أن رينو ملتزمة جداً بشكل واضح بالمركبات الكهربائية. لقد بدأنا مبكراً جداً، وما زلنا نعتقد أن المركبات الكهربائية وربما الهيدروجينية يمكن أن تكون حلاً جيداً لبعض التطبيقات. ولكن إذا نظرت إلى البيانات، فمن الواضح أن مبيعات محركات الاحتراق - بما في ذلك السيارات الهجينة - لم تصل بعد إلى ذروتها. هناك تحديات، من وجهات النظر المجتمعية والمالية والبيئية التي يجب أخذها في الاعتبار ".
ليس دي ميو هو أول مسؤول تنفيذي في الصناعة يعبر عن رؤيته بأن التحول إلى السيارات الكهربائية في وقت مبكر جداً يمكن أن يضر بالبيئة والمجتمع. مؤخراً، قال المدير التنفيذي لمجموعة فولكس واجن، هيربرت دايس، إنه ربما يكون من السابق لأوانه أن تنتقل الصناعة بالكامل إلى الطاقة الكهربائية. ألقى دايس خطاباً خلال القمة نفسها حيث قال إن طلب العملاء ربما يكون موجوداً، ولكن البنية التحتية التي تدعم تصنيع المركبات الكهربائية وتشغيلها ليست جاهزة بعد.
كما أن أوليفر زايبس، الرئيس التنفيذي لمجموعة بي إم دبليو، ليس من المعجبين بحظر محركات الاحتراق الداخلي قريباً، إذ أعلن في العام الماضي عن أن إيقاف جميع مبيعات السيارات بمحركات الوقود مبكراً سيضر شركة بي إم دبليو وشركات صناعة السيارات الألمانية الأخرى ولن "يساعد المناخ أو أي شخص آخر". هناك مشكلة أخرى أشار إليها دي ميو خلال القمة وهي أن التكافؤ في الأسعار بين المركبات الكهربائية والسيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري كان متوقعاً في حوالي العام 2025، لكن ذلك قد يتغير بسبب "تضخم [أسعار] المواد الخام".