أدى نظام الطقس منخفض الضغط في معظم أنحاء القارة الأوروبية إلى درجات حرارة أبرد من المعتاد وأمطارًا غزيرة، ما زاد من الضغط على أسواق الطاقة وأدى إلى حدوث فيضانات محلية في بعض المناطق. أدى هذا حتمًا إلى استخفاف المزيد من السائقين بالوضع على الطريق، حيث وجدت دراسة حديثة أن ما يقرب من 74 في المئة من الناس قد يخاطرون بالقيادة عبر مياه الفيضانات. ويبدو أن هذه النسبة تقترب من مئة بالمئة في مكان معين من المملكة المتحدة.

انتشر مقطع مرئي نشرته قناة بينغريغرس على يوتيوب تظهر فيه عشرات السيارات التي تحاول اجتياز مخاضة رافورد ميل شمالي نوتنغهامشاير، ونجح عدد قليل منها بهذه العملية وكانت بمعظمها شاحنات التوصيل المغلقة والحافلات. تعطلت جميع سيارات الركوب السياحية تقريبًا في الماء، أو انتهى المطاف بها مع محرك غارق. بصراحة، هناك بعض اللحظات التي كان من المؤلم مشاهدتها.

في أثناء البحث في المنطقة، اكتشفنا مقالًا نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في فبراير من العام الماضي. وأوضحت أن هذه واحدة من أكثر المواقع التي تشهد عمليات إنقاذ من الفيضانات في إنجلترا. وقال أندرو كوكس، المدير العام لقاعة زفاف بالقرب من مخاضة رافورد لموقع الهيئة: "يكون عمق المخاضة بضع بوصات فقط في معظم أوقات العام، لذا فهي لا تمثل أي مشكلة على الإطلاق. لكن هناك الكثير من الجريان السطحي من المناطق الريفية المحيطة، لذلك يمكن أن يزداد عمق المخاضة لمتر ونصف وتصبح غير سالكة. وضعت الهيئة المسؤولة عن الطرق السريعة في إنجلترا لافتات تحذر الناس من أن الطريق مغلق ولكن في بعض الأحيان يختار الناس تجاهلها".

يبدو أن بعض السائقين يعتقدون أنه كلما زادت السرعة عند الاقتراب من المخاضة زادت معها فرص الوصول إلى الجانب الآخر من الماء. في الواقع - وهذا المقطع المرئي دليل - تعرضت العديد من السيارات لأضرار جسيمة في المحرك بسبب السرعة الأولية العالية. على سبيل المثال، هناك سيارة صالون بي أم دبليو من الفئة الثالثة بيضاء جميلة في بداية المقطع المرئي، التي كان لا بد من سحبها بواسطة الشاحنة الخفيفة مرسيدس-بنز أكس كلاس. وكأنما هذا لم يكن كافيًا، إذ يبدو بأن سيارة بي أم دبليو المسكينة قد سُحبت مع تشغيل وضعية التوقف في علبة التروس.