عندما اختبرنا فيراري 296 جي تي بي التقليدية العام الماضي، كان همنا الأول هو التأكد من أنّ أول سيارة تحمل شعار فيراري ومحرك من ست أسطوانات تستحق حمل هذا الشعار، وأنّ التقنية الهجينة التي جُهزت بها لم تؤثر على الشخصية العصبية الإيطالية التي تُعتبر فيراري أبرز من تتمتع بها في عالم السيارات، إن لم نكن نريد أن نقول أنها أسست بنيتها التحتية. ولكن اليوم، او مع حلول موعد جلوسنا خلف مقود الشقيقة المكشوفة 296 جي تي أس لأمر مختلف، فنحن لم نعد نحتاج للتأكد من أي شيء، وذلك لأن السيارة التي نختبرها هنا سواء بفئتها التقليدية جي تي بي أو المكشوفة جي تي أس هي أولاً واحدة من أجمل السيارات (إن لم تكن الأجمل) التي خرجت من مارانيللو منذ أيام طراز أف 50 الأسطوري، ثانيًا هي السيارة التي تتمتع بتركيبة هندسية مثالية تم توزيع الوزن فيها بشكلٍ يجعلك قادرًا على فهم حركتها الديناميكية بكل وضوح والتنبؤ بخطوتها التالية لتكافئك هي من خلال تنفيذ رغبتك بتوجيهها بكل دقة. أخيرًا وليس آخرًا، هي السيارة التي تتمتع بمجموعة محركة تضع تحت قدمك قوة 819 حصانًا تنقسم ما بين 654 حصان إحتراق داخلي و165 حصان كهربائي، ينقسمان في المصدر نعم، إلا أنها يجتمعان في النهاية على كونهما معًا أحصنة إيطالية أصيلة.

المعرض: فيراري 296 جي تي أس

وعندما يتعلق الأمر بالسيارات المكشوفة تحديدًا، فيراري تعرف كيف تُركب توليفتها بالشكل المناسب، وهذا ما يجعل 296 جي تي أس فخورة بنسبها، بدءًا من طراز 330 جي تي أس الذي يعود لستينات القرن الماضي، مرورًا بطراز 250 كاليفورنيا الرائع، وصولاً إلى الأسطورية أف 50، تأتي سيارتنا اليوم كوريثة لإرث طويل من المجد الذي يعانق الهواء.

إذًا، لدى فيراري 296 جي تي أس الجديدة الكثير لتوفره لك، فهي قد لا تكون كلاسيكية الآن، ولكنها تغير قواعد اللعبة على صعيد التصميم، القوة والتماسك، وبالتالي فهي كلاسيكية من اليوم الأول.

ويمكن للسائق طي السقف لأعلى أو لأسفل بلمسة زر واحدة أثناء القيادة بسرعة تصل إلى 40 كلم/س، ويستغرق هذا الأمر 14 ثانية فقط. هذا وتأتي الاختلافات المرئية بين الكوبيه والمكشوفة ملحوظة ولكنها تفسد خطوط 296 ولا بأي شكل من الأشكال عندما يكون السقف مغلق، أما عند كشف السقف فتبقى جي تي أس محافظة على جاذبيتها المظهرية، عكس الكثير من السيارات الأخرى التي تخسر قسم كبير من أناقتها عند كشف السقف.

image00006

كما تم تعديل الإعداد الذي تطلق عليه فيراري تسمية "الأنبوب الساخن"، والذي يعمل على ضخ صوت المحرك داخل المقصورة بشكلٍ كبير من أجل ضمان الحفاظ على مستويات عزف ألحان محرك الاحتراق الداخلي مع سقف أو بدونه.

وبمناسبة الحديث عن السقف، في العادة عندما تأتي فيراري بسيارة مكشوفة، يكون هناك دائمًا شك من أن لا يتمكن هيكلها من المحافظة على صلابته مع فقدان أعمدة رفع السقف الثابت. وكون فيراري لا تعتمد على أحواض ألياف الكربون في سيارات الإنتاج التجاري العادي على العكس من ماكلارين، ولكن في الحقيقة، ورغم أننا شعرنا بالقليل من تمايل الهيكل لدى سيارات فيراري المكشوفة الاخرى، إلا أنه لا يوجد شيء من ذلك في 296 جي تي أس، ويبدو هنا بأنّ فيراري برهنت عن صحة نظريتها في هذا المجال، فهي لا تستخدم أحواض الكربون لعدة أسباب، أهمها أنها قادرة على ضبط حركة سيارتها الديناميكية بشكلٍ ممتاز، ولأن ألياف الكربون صعبة للغاية عند الحاجة لإصلاحها في حال تعرضت لحادث ما.

وكما هي الحال مع جي تي بي التقليدية، يكمن سحر هذه السيارة في قدرتها على أخذ ما هو ممتاز على الورق (القوة الحصانية التي تتجاوز حدود الـ 800 حصان والهندسة الديناميكية الإنسيابية الذكية) وتضعه في متناول السائق ضمن وضعيات قيادة يمكن التحكم بها من خلال نظام التحكم بأنماط القيادة المانيتينو، في الوقت الذي تعمل به أجهزة المساعدة على القيادة بشكل خفي على مساعدتك بتوجيه السيارة وتجعلك تشعر وكأنك بطل سباقات خلف المقود.

image00004

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ وحدة التحكم بالمكابح تقوم بدورها من خلال لا فقط توفير مسافات توقف مذهلة، بل  أيضًا إحساس عالي بدواسة المكابح عندما تكون على وضعية القيادة ريس السباقية. أما عند الكبح بقوة عند المنعطفات، يبدو الأمر وكأنك قادر على تحديد مستوى تماسك كل إطار من إطارات السيارة الأربع على حدا، ثم التصرف وفقًا لذلك.

أتمنى لو كان بإمكاني أن أقول نفس الشيء عن المقود، وذلك لأنّ الأخير لا يوفر لك شعور عالي بما يحدث للمحور الأمامي. فنعم هو يترجم أي حركة تقوم بها عليه من خلال توجيه السيارة بدقة، إلا أنه لا يوفر لك نفس الشعور المسبق بمجريات الأمور تحت العجلات الذي توفره دواسة المكابح.

ميكانيكيًا، يولد محرك الإحتراق الداخلي ما معدله 218 حصان لكل ليتر، وبالإجمال هو يولد قوة  654 حصان. وبمساعدة محرك كهربائي، يُمكن للسيارة أن تستفيد من قوة تصل لـ 819 حصان وعزم دوران 740 نيوتن – متر، وتستخدم أحدث تطوير لحجرات الاحتراق المأخوذة من الشقيقة الأكبر أس أف 90 سترادالي، وإلى جانب شاحني هواء جديدان بالكامل يمكن لعنفاته العمل حتى 180 ألف دورة في الدقيقة.

وكما ذكرنا، تأتي القوة الكهربائية الإضافية بواسطة محرك كهربائي في الخلف قوته 164 حصان، يُساعد السيارة على التسارع من صفر إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غُضون 2.9 ثانية، ويمكن للسيارة الوصول لسرعة قصوى تبلغ 330 كيلومتر في الساعة.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أنّ إصرار فيراري على أنّ الفئة المكشوفة من 296 يجب أن تكون تقريبًا بنفس مستوى شقيقتها التقليدية على صعيد الأداء الديناميكي قد أتى ثماره، وذلك لأن 296 جي تي أس توفر نفس ما توفره جي تي بي على صعيد الأداء إنما مع إثارة القيادة في الهواء الطلق.