لاند روفر ديفندر هي مركبة دفع رباعي أيقونية، هذا أمر لا لبس فيه بتاتًا، لذا ربما كان يتوجب على الصانع البريطاني وهو يُعيد أحياءها أن يحافظ على تركيبتها ومفهومها كما هو دون أي تغيير، إلا أنّ هذا الأمر لم يحدث، فهل فشل الصانع البريطاني بتحقيق ذلك؟ الإجابة هي طبعًا لا بل على العكس هو لم يفشل أبدًا، وذلك لأن التمسك بتراث ديفندر إلى أقصى الحدود وبشكلٍ عبثي هي مسألة على أهميتها، تبقى أمرًا ضارًا لا مفيدًا. فـ ديفندر الماضي يجب أن يبقى في الماضي، أما ديفندر الحاضر، ولما لا المستقبل، فهو الطراز الذي ستحدد أجيال اليوم ما إذا كان ناجحًا أم فاشلاً، وبالتالي يجب أن يُصمّم تبعًا لأهواء هذه الأجيال وليس أجيال الماضي التي أُعجبت بـ ديفندر منذ أربعينات القرن الماضي ورسمت نجاحاته.

IMG_2545

بناءً على ما تقدم، فإنّ لاندر روفر التي تدرك تمامًا كيف يجب أن تطور سيارتها، قسمت أسطورة نجاح ديفندر إلى أجزاء، ثم حافظت على بعضها في الجيل الجديد وتغاضت على بعضها الآخر. فكما أنّ ديفندر اليوم لم يعد قائمًا على هندسة الهيكل الحامل للجسم بل على هيكل أحادي ليعتمد أكثر على تجهيزاته الميكانيكية وهيكله المدروس لتوفير قدرات عالية خارج الطرقات المعبّدة، كذلك نال العديد من السمات التي لم تكن متوفرة في السابق، ولعل أهمها هي روح الطرافة الراقية التي تتوفر له والتي تجعله يلعب نفس الدور الذي تلعبه اليوم سيارات ميني .

وكما انبثقت من ميني طرازات وفئات متعددة، كذلك توجب على ديفندر أن يتوفر بنكهات مختلفة أحدثها هي النكهة العائلية المعزّزة التي توفرها سيارتنا اليوم ديفندر 130، والتي قمنا بتجربتها في رحلة من دبي إلى الشارقة فوق مسارات تراوحت بين الرملية العالية الكثبان، الصخرية الوعرة التي تفرض تحدي كبير على السيارة وطبعًا المعبّدة التي تتصرف فوقها ديفندر كوسيلة نقل كبيرة مريحة وعملية.

IMG_2542

و الفئة 130 ذات المقصورة الطويلة التي تسمح بإستقبال 8 أشخاص براحة عالية، لا تختلف كثيرًا على صعيد التصميم عن ديفندر 110، إذ يكمن الفارق الوحيد على صعيد التصميم من خلال الطول الذي ازداد بمقدار 340 ملم، وتحديدًا خلف المحور الخلفي لتوفير مساحة تحميل تبلغ بحدها الأقصى 1329 ليتر عند طي الصف الثالث من المقاعد.

 ومع ازدياد الحجم يأتي ارتفاع الوزن، ومع ارتفاع الوزن يأتي التحدي الديناميكي الأكبر على كل من المحرك، علبة التروس ونظام التعليق. ارتفع الوزن الإجمالي للسيارة بمقدار 340 كلغ إضافية، إلا أنها لا تزال تتوفر بنفس محرك الأسطوانات الست الذي يولد قوة 400 حصان، لكن هذا الأمر لم يؤثر على أداء السيارة بالشكل الذي تشعر به، إذ أنّ المحرك يوفّر عزمه بشكلٍ ممتاز على مختلف سرعات الدوران.

ميكانيكيًا، يتوفر لـ ديفندر 130 عدة خيارات ميكانيكية. فالمحرك الذي توفر لنا خلال تجربة القيادة هو الذي يتألف من ست أسطوانات متتالية سعة 3.0 ليتر بقوة 400 حصان وعزم دوران أقصى يبلغ 550 نيوتن متر، مع علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب تنقل الحركة نحو العجلات الأربع، علمًا أنه يمكن طلب السيارة أيضًا بخيار محرك بي 300 مع ست أسطوانات سعة 3.0 ليتر ولكن بقوة 300 حصان فقط.

IMG_2555

وبدوره، يؤمن نظام التعليق الهوائي للسّيارة مستوى أعلى من الثّبات على الطّرقات المعبّدة، وأداءً مريحًا فوق الكثبان الرملية. كما يعمل على التحكم بقوة التخميد تبعًا لظروف القيادة ليضمن تجربة مريحة.

من الداخل، تتميّز مقصورة ديفندر 130 بجودة عالية تتوفر لها لا من خلال المواد الفاخرة كالجلد أو الخشب، أي تلك التي تتوفر في السيارات الفاخرة عادةً، بل من خلال مستويات المتانة التي تشعر بها في مختلف أجزاء المقصورة، أما تقنيًا فتوفر شاشة التحكم بنظام المعلومات والترفيه بحجمها الكبير وموقعها وسط لوحة القيادة، مستوياتٍ عالية من الوضوح مع إمكانية التحكم بوظائف السيارة بكل سهولة. هذا وتوفر أيضًا عرض لعمل مجموعة من الكاميرات المثبّتة على جوانب السيارة، مما يوفر للسائق إمكانية مشاهدة العوائق التي تحيط به وسط المسارات الوعرة، تلك العوائق التي لم  يكن يمكنه مشاهدتها بالعين المجردة.

نجم النجوم داخل مقصورة ديفندر 130 بشكلٍ خاص هو طبعًا صف المقاعد الثالث الذي يمكنه إستيعاب ما يصل إلى ثلاثة بالغين بشكلٍ مريح ومع مساحة رأس رحبة. علمًا أنه يحصل على نظام تهوية خاص به.

وتتمتع المقصورة أيضًا بنظام تحكم مناخي اختياري يعمل من خلال أربع مناطق تبريد مختلفة. وبالنسبة للدخول إلى الصف الثالث هو أمر سهل، وذلك بفضل الصف الثاني القابل للطي وللتحرك، هذا وأصبح تحميل الأمتعة في صندوق السيارة أسهل أيضًا بفضل القدرة على خفض التعليق الهوائي في الخلف للمساعدة على خفض ارتفاع السيارة و تسهيل عملية التحميل.