مع أرتورا تتبنى ماكلارين مستقبلًا هجينًا مفعمًا بالأداء العالي. فضمن خطوة هي الأولى من نوعها بالنسبة للصانع البريطاني ذو التاريخ المشرّف على حلبات السباق، تقوم أرتورا على قاعدة عجلات جديدة خفيفة الوزن تمّ ثبيت محرك  من ست أسطوانات عليها، ولكن الأسطوانات الست هذه لا تجعل أرتورا أقل أهمية من شقيقاتها المزوّدة بمحرك ذو الأسطوانات الثماني على صعيد القدرات. فمن خلال تعزيزها بمجموعة دفع كهربائية تعمل بالبطارية، فإنّ جديدة ماكلارين قادرة على توليد قوة مجتمعة تبلغ 671 حصانًا.

المعرض: ماكلارين أرتورا على حلبة دبي

يوفّر الهيكل الجديد المصنوع من ألياف الكربون مزيدًا من الخفض في الوزن، فمن خلال دمج شبكة إيثرنت تم تقليل الكتلة التي كانت ستشغلها الكابلات التقليدية. على هذا النحو، تدّعي ماكلارين أنّ هيكل أرتورا أخف بنسبة 10 في المئة من أسلافه، وهذا ما سمح لها بأن تتمتع بأداء أفضل والتعويض عن الوزن المرتفع للمنظومة الهجينة، فعند تركها على الوضع الكهربائي الصرف، يمكن للسيارة أن تنطلق بسرعة تصل إلى 130 كيلومتر في الساعة ولمدى يبلغ 17 كيلومتر، أما عند الرغبة بالوصول إلى الحدود القصوى ستتمكن السيارة من الإنطلاق إلى سرعة 100 كلم/ س بزمن لا يتعدى الـ 3 ثواني قبل أن تتوقف عملية التسارع عند الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 330 كلم/س.

وبذلك، هناك ضريبة منخفضة للمنظمة الهجينة، فالسيارة لا تزال خفيفة (ليست أثقل بكثير من سيارة لوتس إميرا الغير هجينة) ولديها تلك الدقة المألوفة والنقاء الطبيعي والأداء الرياضي الذي أحببناه لدى ماكلارين.

في الداخل، توضح أرتورا إلى حدٍ كبير نهج ماكلارين الذي ينحاز نحو العملانية على حساب الأناقة، ولكن مع ذلك، فإنّ المقصورة مزيّنة بمواد أكثر أناقة، مثل الجلد والميكروسويد. كما يسجل أنّ ألياف الكربون هي أقل وضوحًا مما هو معتاد في طرازات ماكلارين الأخرى. ومع ذلك، وبما أنّ ماكلارين معروفة بالتصميمات الداخلية المبسّطة التي تحد من وجود المفاتيح المادية والتي تشمل مقود شبه خالي من الأزرار، فإنّ أرتورا لم تشز عن هذه القاعدة، فهي تأتي بشكلٍ قياسي مع مقاعد قابلة للتعديل كهربائيًا يمكن من خلال الجلوس عليها التمتع برؤية خارجية ممتازة لمساعدة السائقين على وضع السيارة بدقة على الطريق أو مضمار السباق. وفي حين أنها ليست رحبة كشقيقتها ماكلارين جي تي، إلا أنٍ أرتورا تفتخر بمساحة 6 أقدام مكعبة للأمتعة في الصندوق الأمامي.

MZR_5839

ورغم أنّ نظام المعلومات والترفيه في سيارة ماكلارين عادةً ما يكون بمثابة الأمر الذي تمّ التفكير فيه بعد فوات الأوان، إلا أنّ أرتورا تتميز بشاشة عمودية تعمل باللمس قياس 8.0 بوصة مع ميزات تتضمن توصيل بتقنية بلوتوث الملاحة المدمجة ومجموعة مختارة من معدات الصوت. أولئك الذين يرغبون في إبقاء سيارتهم خفيفة قدر الإمكان سيفضلون جهاز إستماع موسيقي مع مكبرات صوت أقل، بينما قد يرغب الآخرون في الترقية إلى نظام صوت محيط أكثر قوة.

أهم عنصر يميّز أي سيارة من سيارات ماكلارين هو الهيكل الكربوني، إنه بمثابة الأمر المفروغ منه بالنسبة للشركة منذ أن وفّرته لأول مرة على سياراتها المشاركة ببطولة العالم لسباقات الفورمولا وان خلال القرن الماضي. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الهيكل يتم إنتاجه داخليًا من خلال قسم مركز تكنولوجيا المركبات الجديد التابع للشركة، والذي يتخذ من شيفيلد مقرًا له، ويزن هذا الهيكل 82 كلغ فقط، وهو ما سمح بأنّ لا يتجاوز وزن السيارة حدود الـ 1395 كلغ، وهذا أمر مثير للإعجاب بالنسبة لسيارة هجينة.

وتتمتع أرتورا بعزم دوران يبلغ 720 نيوتن متر كان من ممكن أن يكون أكثر من ذلك، إلا أنّ ماكلارين قرّرت أن لا تسمح للمحركين التقليدي والكهربائي من أن يولدا عزم دورانهما الأقصى في نفس الوقت، بل يعمد المحرك الكهربائي على توفير عزمه الأقصى في البداية ثم يتدخل محرك الإحتراق الداخلي بعده وبذلك يتم توزيع عزم الدوران على مختلف نطاقات دوران المحرك وبشكلٍ مستمر.

MZR_6517

وفي الحقيقة، لا أعرف إذا ما كان بإمكاننا أن نقارن أرتورا بالسيارة الأخرى التي تحمل نفس التركيبة الهندسية، أي فيراري 296 جي تي بي، كون الأخيرة تتمتع بقوة أعلى إنما بسعرٍ أعلى أيضًا، لذا فإذا عقدت المقارنة فإنّ الإيطالية هي التي ستفوز فهي أقوى وأسرع. ولكن ومن جهة أخرى، فإنّ مستويات الإثارة والتطور التقني الذي تتمتع به أرتورا وبالإقتران مع سعرها الأقل وخطوطها الخارجية الأنيقة، المثيرة ذات النفحة السباقية تجعلها خيارًا أكثر من ممتاز.

على صعيد التوجيه، تتمتع أرتورا بنظام توجيه هيدروليكي بدلًا من النظام الكهربائي الذي يستخدمه الصانعون الآخرون وهذا ما يسمح للمقود بتوفير المزيد من الشعور بما يحدث تحت العجلات الأمامية، الأمر نفسه ينطبق على المكابح الهيدروليكية التي بدورها تجعلك تشعر بذلك الشعور الميكانيكي الواثق خلال القيادة الديناميكية العالية.

MZR_5805

 وبما أنّ المحرك الكهربائي يعمل عندما يكون محرك الإختراق الداخلي يعمل على نطاق دوران منخفض، فإنك وعند الخروج من المنعطفات تشعر بالعزم وهو يدفع السيارة بسرعة نحو الأمام.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أنّ أرتورا هي أولى محاولات ماكلارين مع التقنية الهجينة ضمن سيارة إنتاج تجاري عادي غير محدود، كما كان الأمر مع طراز بي 1 الخارق، لذا يمكننا أن نقول أنّ السيارة تقوم بواجبها على أكمل وجه، فهي قادرة على السير كهربائيًا لفترة قصيرة عند الحاجة للتحرك بصمت شبه كامل، مقابل تحوّلها لسيارة يمكن قيادتها كل يوم على الطريق قبل أن تتحوّل إلى سلاح قاتل وممتع على الحلبات عند ضبط وضعية قيادتها على النمط الأكثر رياضيةً.