قد يكون محرك الاحتراق الداخلي كبير السعة بالسحب الطبيعي على فراش الموت، لكن تعتقد كوزوورث أن هنالك بعض الأمل، لم يصنع الفريق الهندسي البريطاني محرك في 12 جديد سعته 6.5 ليترات لـسيارة أستون مارتن فالكيري فحسب، بل صمم أيضًا محرك في 12 سعته 3.9 ليترات لـسيارة غوردون موراي أوتوموتيف تي. 50. العمود الفقري لكلا المحركين فائق السرعة من حدات مدمجة من ثلاث أسطوانات، سعته 1.6 ليتر، لكن في أواخر التسعينيات، ابتكرت كوزوورث محركًا أصغر.

طورت كوزوورث المحرك الصغير ليكون منصة اختبار لما كان سيصبح محرك كوزوورث في 10 الأخير لبُطولة العالم للفورمولا واحد، هذا المحرك الصغير مؤلف من أسطوانة واحدة سعته 0.3 ليتر. وعلى عكس اليوم، حيث يضطرون إلى إنتاج محركات صغيرة لتلبية أنظمة السيطرة على الانبعاثات الغازية الضارة التي تزداد صرامةً، كان الهاجس الوحيد متعلقًا بالأداء، تحدث موقع درايف ترايب مع المدير الإداري لشركة كوزوورث لإلقاء الضوء على المحرك الصغير الملتوي.

صُنِع هذا المحرك التجريبي بين عامي 1998 و 1999، وكان نقطة انطلاق لتطوير محرك تي جاي الذي استمر في تشغيل العديد من سيارات فورمولا واحد، ظهر للمرة الأولى مع فريق جاكوار للسباقات في موسم 2003، واستخدمه فريق ميناردي في موسمي 2004 و 2005، وكذا فريق ريد بُل في موسم 2005، حيث اشترت شركة صناعة مشروبات الطاقة النمساوية فريق جاكوار مع نهاية موسم 2004، كما استحوذت في الموسم التالي على فريق ميناردي لتطلق فريق تورو روسُّو للسائقين الشباب. توقف استخدام المحرك في نهاية موسم 2006، حيث قررت البطولة تطبيق أنظمة جديدة قوامها محركات في 8 سعتها القصوى 2.4 ليتر.

المعرض: سيارة لوتُس تي 127 كوزوورث للفورمولا واحد

لماذا صنعوه صغيرًا جدًا؟ لأنها طريقة أرخص وأسرع طريقة لاختبار مكونات المحرك الجديد قبل إنتاج محرك في 10 بالحجم الكامل، يأتي محرك كوزوورث تي جاي من عصرٍ ذهبي عندما لم تكن الأنظمة صارمةً كما هي اليوم، ولم يكن مفهوم توفير الإنفاق معروفًا في الأساس. ما أعطى المهندسين الكثير من الحرية في أثناء التطوير ما دام أنهم استوفوا معايير أنظمة محركات ثلاث ليترات، بالرغم من أن المحركات كانت أصغر، إلا أن القوة استمرت في الارتفاع مقارنةً بالحقبة من 1989 إلى 1994.

حتى هذا النموذج التجريبي لإثبات صحة الفكرة ينتج قوةً معقولةً، 90 حصانًا، من سعة 300 سنتيمتر مكعب، ويصل عدد دوراته إلى 20 ألف دورة في الدقيقة. يعترف المدير الإداري لشركة كوزوورث أنه لم يكن يبدو جيدًا بشكل خاص بقوته النهائية، وكانت صلابته الالتوائية سيئةً بسبب نقص الأسطوانات الأخرى، ولكن مع ذلك، أدى الدور الذي كان من المفترض أن يفعله - تسريع تطوير محرك في 8 سعة ثلاث ليترات.

ضع في اعتبارك أن عمر المحرك يزيد عن 20 عامًا، وبالسحب الطبيعي، لذا فإن استخراج هذه القوة الكبيرة من مثل هذه الإزاحة الصغيرة دون الاعتماد على نظام مساعد، مثل شاحن الهواء أو الشاحن الفائق، كان إنجازًا حقيقيًا في ذلك الوقت. والآن، في 2021، هناك بعض سيارات الهاتشباك الرياضية مع محركات صغيرة لكنها قوية، لدى فورد محرك إيكوبووست من ثلاث أسطوانات سعته 1.5 ليتر قوته 200 حصان، مستخدم في طرازات فييستا أس تي وبوما أس تي، وهناك أيضاً محرك تويوتا من ثلاث أسطوانات سعته 1.6 ليتر قوته 261 حصانًا، يُستخدم في سيارة الهاتشباك الصغيرة الرياضية جي آر ياريس، ويشاع بأنه سيستخدم في سيارة جي آر كورولا أيضاً.