مما لا شك فيه أن تويوتا تتخلف عن الركب في الأوان الأخيرة. أخفقت ثاني أكبر شركة سيارات في العالم في مواكبة الشركات الأخرى مع تحول كامل صناعة السيارات نحو  الكهرباء، بالرغم من أنها قدمت إشارات واعدة باكرًا مثل تقديم طرازات هجينة من أواخر القرن الماضي وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. كانت الشركة اليابانية متشككة في السنوات الأخيرة في كفاية السيارات الكهربائية التي تعمل بمدخرات طاقة (البطاريات)، ولا ينفك رئيسها السيد أكيو تويودا بالإدلاء بتعليقات ضدها.

بالرغم من كل هذا الشك، فإن تويوتا تعتزم إطلاق أول سيارة كهربائية بالكامل من إنتاجها العام المقبل - نسخة الإنتاج التجاري من طراز بي زد 4 أكس الاختباري. تخطط الشركة اليابانية أيضاً لاستثمار 13.5 مليار دولار أمريكي في تطوير مدخرات طاقة من الآن حتى عام 2030 - بالرغم من أنه من المهم ملاحظة أن هذا الرقم أقل بدرجةٍ كبيرة مما يخطط العديد من منافسيهم لإنفاقها على تطوير محركات السيارات الكهربائية.

في سياقٍ متصل، تعد تويوتا رائدةً عندما يتعلق الأمر بالمركبات العاملة بالخلايا الوقود (فيول سل) التي تستخدم الهيدروجين وقودًا، ولديها فعلًا طراز ميراي، إذ أطلقت الجيل الثاني منها مؤخرًا. مع ذلك، ألقى الكثيرون بظلال من الشك على كون الهيدروجين حلًا  مجديًا بسبب تكلفته العالية، ونقص البنية التحتية المتعلقة به، خاصةً محطات تزويد السيارات بالهيدروجين، ومخاوف السلامة العامة، إذ إن الهيدروجين غازٌ سريع الاشتعال. 

أحد الذين عارضوا الهيدروجين في الماضي السيد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا المتخصصة في إنتاج السيارات الكهربائية، إذ صرح العام الماضي أن فكرة سيارات الهيدروجين كانت "غبية غباءً مطلقًا".

جديرٌ بالذكر أن تويوتا امتلكت ما نسبته 1.43 بالمئة من أسهم تيسلا ما بين عامي 2010 و 2016، قيمتها 50 مليون دولار في حينها، مع نية جدية للتعاون بينهما في مجال تطوير المركبات الكهربائية، تمخَّض عنها إنتاج دفعة محدودة من سيارة راف 4 الكهربائية، لكنها أوقفت هذا التعاون بسبب الخلافات بين مهندسي الشركتين، وباعت حصتها.

مع ذللك، يبدو بأن تويوتا ملتزمةٌ بفكرة بيع مركبات الهيدروجين جنبًا إلى جنب مع تلك الكهربائية والهجينة. تحدث كبير العلماء في الشركة، السيد جيل برات، مؤخرًا لوكالة رويترز للأخبار، وذكر ما يلي: "تؤمن [تويوتا] بتنوع أنظمة الدفع المحركات. ليس علينا أن نتنبأ بأي حل هو الأفضل أو نقول إن هذا سينجح وحسب".

من الواضح أن تويوتا لا تريد وضع كل بيضها في سلة واحدة، وهي خطوة قد تبدو في غضون سنوات قليلة من الآن إما ذكية تمامً أو خجولةً وفكرةً رجعية. في حين أن الشركات المصنعة الأخرى مثل فورد وجنرال موتورز ملتزمةً بمستقبلٍ قائم على السيارات الكهربائية الصرفة. بالتأكيد، سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف ستتكشف خطة تويوتا لاستثمار مبالغ أقل في تطوير السيارات الكهربائية التي تعمل بمدخرات الطاقة واعتماد نهج أكثر تنوعًا.