سينطلق المَعْرِض الدُّوَليّ لوسائط النقل في ميونخ للمرة الأولى في المدّة من 7 إلى 12 سبتمبر المقبل. ولقد كان يقام في فرانكفورت منذ 1952، ولكن تغيّر مكانه اعتبارًا من هذا العام. ما هي الإبداعات التي سيقدمها صانعو السيارات هنا؟ لم يتضّح الكثير بعد، بل لم يتأكد بعد حضور الكثير من الصانعين. ولذلك دعونا نلقي نَظْرَة على الماضي المجيد للمعرض.

نعود بالزمن للوراء عندما كانت الأشياء المبتدعة تجذب الجماهير لمشاهدتها لدرجة تتطلب تدخل الشرطة لتنظيم المشهد، وعندما كان المَعْرِض الدُّوَليّ لوسائط النقل - الذي يُعرَف أيضاً باسم "مَعْرِض ألمانيا الدُّوَلي للسيارات"، أهم حدث سنوي لصانِعي السيارات لتقديم افضل ما لديهم. نسرد لكم في القائمة أدناه أهم عشر سيارات تم الكشف عنها في المَعْرِض.

وفي استعراض أهم السيارات، اتبعنا منهجًا موضوعيًا قائمًا على التسلسل الزمني، والحقّ يقال بأن السيارات الهامة التي ظهرت للمرة الأولى للعلن أول مرة تحتاج كتابًا في الأقل، مثل مرسيدس C111 أو W126 و BMW طراز 2002 تيوربو أو السلسلة الثامنة، ولانسيا دلتا، وأودي A2، وهي سيارات جذبت اهتمامًا كبيرًا.

جدير بالذكر أنه فضاء مفتوح للمعرض يدور حول وسائط النقل في وَسَط البلد، وهو متاح للعموم مجانًا، يقام بالتزامن مع المَعْرِض الرئيس. يتطلّب حضور المَعْرِض نفسه شراء تَذْكِرَة صالحة ليوم واحد تبدأ من 20 يورو للبالغين، أو بـ 25 يورو لنهايات الأسبوع، فيما يدفع المتدربون والتلامذة وطلبة المدارس 10 يوروهات. ويمكن شراء تَذْكِرَة عائلية صالحة لمدة يوم واحد بسعر يبدأ من 49 يورو (شخصان بالغان وثلاثة أطفال أعمارهم بين 6 و 14 عامًا).

1951: مرسيدس 300:

مرسيدس 300 (1951)

سرعان ما أصبحت مرسيدس 300 الجديدة النجمة الأولى للمعرض في نسخة 1951، تعمل السيارة بمحرك من ست أسطوانات قوته 115 حصانًا، وسرعتها القصوى 160 كلم/ س. أصبحت سيارة الصالون الفخمة باهظة السعر تُعرف باسم "أديناور مرسيدس" – إشارةً لـ كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا الاتحادية (الغربية) بعد الحرب العالمية الثانية، وإحدى بوادر التحسّن الاقتصادي بعد الحرب في الحِقْبَة التي ستُعرف لاحقًا في كتب التاريخ بسنوات المعجزة الاقتصادية الألمانية.

وبالنسبة لغالبية الزوار، الذين لم يكن بمقدورهم سوى شراء درّاجة نارية في أفضل الأحوال، فإن مرسيدس 300 بدت من كوكب آخر، ومن منظور اليوم، فقد كانت النجمة الثلاثية رزينةً بلا تكلّف، إذ كان التواضع سمةً رئيسةً في تلك الأيام.

 

1955: BMW 507

بي ام دبليو 507 (1955)

لم يكن لدى BMW الكثير من الأموال في خزائنها في خمسينات القرن العشرين، ولكن كان لديها ما تقدمه في المَعْرِض، إذ حَضَرَت واجدت في نسخة 1955 مع سيارة 507 المنافسة المباشرة لمرسيدس 300 SL. كان سعرها يوازي سعر بيت من طابق واحد يتسّع لعائلة ألمانية صغيرة، بقيت هذه السيارة نادرة للغاية. أنتجت BMW ما مجموعه 254 وحدة فقط من طراز 507، في مقابل 3258 وحدة من مرسيدس 300 SL بجميع فئاتها. اكتسبت 507 موقعًا أسطوريًا عندما اقتنى إلفيس بريسلي واحدة منها، وهي الآن محفوظة في متحف BMW.

 

1963: مرسيدس 600:

مرسيدس 600 (1963)

لفتت مرسيدس الأنظار مجددًا بعد 12 عامًا من تقديمها طراز 300، إذا قدّمت في نسخة 1963 سيارة 600 المهيبة بمحرك V8 قوته 250 حصانًا، استعرضت فيه الشركة الإمكانات العملية لسيارات الصالون الفخمة من الناحية التقنية. ومنها غطاء صندوق الأمتعة يغلق آليًا بواسطة شفط الهواء، إنها مِيزة غير معقولة في ذلك الوقت حين كانت أسراب سيارات فولكس واجن بيتل تملأ الشوارع، كان الازدحام لمشاهدة مرسيدس 600 هائلًا لدرجة دفعت الشركة لطلب الشرطة لمساعدها على تنظيم الحشود في جناحها.

 

1963: بورشه 901:

بورشه 901 (1963)

كانت سيارة بورشه هذه تُدعى 901، سيارة رياضية ظهرت للمرة الأولى في نسخة 1963، وستدخل التاريخ – حيث عُرِفت لاحقًا باسم بورشه 911. يمكنكم أن تروا في الصورة السيارة تحمل اسم 901 خلال مَعْرِض جنيف للسيارات في ربيع 1964، قبل مدة قليلة من بَدْء بيعها في نوفمبر 1964 باسم 911، بعد خلاف مع شركة بيجو الفِرنسية التي حجزت كل الأرقام التي في وسطها صفر.

 

1965: أوبل كاديت B

أوبل كاديت B (1965)

تأتي الضربة القوية من جهة لا تعرفها أحيانًا، هذا ما قدمته أوبل كاديت B في نسخة 1965، حيث حققت بعدها نجاحًا غير مسبوق في المبيعات. نرى في الصورة النسخة التالية. لقد سوّقت أوبل هذه السيارة بكل ثقة تحت شعار "السيارة". لم يكن هذا من فراغ، فقد أنتجت العلامة الألمانية أكثر من 2.7 مليون وحدة من هذه السيارة بحلول العام 1973.

 

1967: NSU رو 80:

NSU رو 80 (1967)

لفتت NSU الأنظار في نسخة 1967، التي كانت تعرف حينها بأنها رائدة في إنتاج السيارات الصغيرة، حيث صدمت المنافسين بتقديمها طراز رو 80، ولفتت أنظار الجَمهور بفضل محركها الرحوي "وانكل" بقوة 115 حصانًا وتصميمها المستقبلي. مع ذلك، باعت الشركة 37400 وحدة من سيارة الصالون هذه على مدار عشر سنوات. وعندما أوقفت NSU بيع رو 80 في 1977 كان النقاش حول معدلات استهلاك السيارات للوقود والسلامة مواضيع سائدة في المَعْرِض الدُّوَليّ لوسائط النقل.

لكن ماذا عن NSU؟ استحوذَت فولكس واجن عليها ودمجتها بشركتي أودي وأوتويونيون في شركةٍ واحدةٍ أودي NSU أوتو يونيون، التي تحوَّل اسمها لاحقًا لـ أودي فقط.

 

1983: فولكس واجن غولف الجيل الثاني

فولكس واجن غولف 2 (1983)

كما كان الحال مع أوبل كاديت B، لم يكن الجيل الثاني من فولكس واجن غولف السيارة الشعبية الأولى في الشوارع، ولكن اكتسبت هذه السيارة الصغيرة التقليدية سمعة أسطورية بفضل صلابتها وعمرها الطويل. توفرت هذه السيارة بمحركات تراوحت بين محرك ديزل بالسحب الطبيعي قوته 54 حصانًا إلى فئة G60 المحدودة بمحرك قوته 210 أحصنة. أنتج أكثر من 6.3 ملايين سيارة غولف من الجيل الثاني لغاية العام 1992، والعديد منها لا تزال في حالة جيدة ويُمكن مشاهدتها في الشوارع.

 

1989: أوبل كاليبرا:

أوبل كاليبرا (1989)

تُعدُّ أوبل كاليبرا الطراز الذي خلف سيارة أوبل مانتا، وقد كانت محط أنظار الجميع في نسخة 1989، بعد اختبارها في نفق هواء خلال عملية تطويرها. كان معامل انسيابيتها 0.26 dC رقمًا عالميًا قياسيًا في حينه. وإلى جانب تصميمها المبهر، أعجِب زوار المَعْرِض بمصابيحها الأمامية الأفقية الرفيعة. استمر إنتاج كاليبرا حتى العام 1997، ولسوء الحظ، لم تقدّم أوبل بعدها سيارة تكمل مسيرتها.

 

1997: مرسيدس A كلاس:

مرسيدس A كلاس (1997)

عندما كان العرض العالمي الأول لأي سيارة يمثّل مفاجأة حقيقية للجميع شعر زوّار نسخة 1997 بالاندهاش عند رؤية مرسيدس A كلاس الجديدة كليًا، لم تقدّم مرسيدس من قبل سيارة صغيرة. استمزجت الشركة آراء لجمهور بتقديمها طراز فيجن A93 الاختباري في نسخة 1993. احتلت هذه السيارة عناوين الأخبار في مطبوعات صِحافة السيارات بعد وقت من قصير من إطلاقها عالميًا للمرة الأولى، وهذه المرة بسبب إخفاقها في اجتياز اختبار تفادى من الاصطدام بالأيل.

 

2019: فولكس واجن ID.3:

فولكس واجن ID.3 (2019)

من أبرز المعروضات في نسخة 2019 من المَعْرِض – آخر نسخة تقام فرانكفورت – كانت سيارة فولكس واجن ID.3، أول سيارة كهربائية بالكامل تطورها العلامة الألمانية في الأوان الأخير، ومنها قاعدة عجلات جديدة مخصصة لهذا النوع من السيارات. كانت من ثمار استثمار صانِع وولفسبورغ مليارات الدولارات في تطوير وسائل النقل الكهربائية، وستستمر هذه التقنية بالتواجد عبر تقديم طرازات جديدة تستند إليها في نسخة 2021 التي ستقام للمرة الأولى في ميونيخ.