في ستينات القرن الماضي، عندما جلس مارشيلو غانديني لرسم خطوط لامبورغيني ميورا، لم يرغب المصمم الإيطالي الشهير بأن يتحدى الذوق العام من خلال خطوط تستغل هندسة المحرك المثبّت في الوسط إلى أقصى الحدود، والتي ربما كانت تسمح له بأن يجعل ميورا ذات مقدمة قصيرة ومؤخرة أطول، بل آثر أن يُزوّد السيارة بالمقدمة الطويلة التي كانت من أكثر السمات المحبّبة لعشاق السيارات الرياضية آنذاك رغم أنها بمحركها المثبّت بالوسط لم تكن بحاجة لها.
أما مرسيدس، وعلى العكس من مارشيلو الذي ساهم إلى جانب زملائه المنتمين إلى مدرسة التصميم الإيطالية بتحديد الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه السيارات الرياضية الخارقة، قررت مع طرازاتها السيدان الكهربائية أن تراعي متطلبات السيارات الكهربائية فيما يتعلق بشكل الجسم الخارجي إلى أقصى الحدود لا أن تراعي الذوق العام، والنتيجة هي هذا التصميم ذو الخطوط المستقبلية الذي نحتاج لوقتٍ طويل قبل أن نتعود عليه.
وبحسب مرسيدس، فإنّ الهدف من هذا النهج التصميمي الذي يجري إنتهاجه مع أي كيو أي التي نختبرها اليوم وأي كيو أس هو التماشي مع متطلبات السيارات الكهربائية والانسيابية العالية التي تحتاجها من أجل تحقيق أعلى سرعة مقابل أقل إحتكاك ممكن مع الهواء وبأقل قوة لازمة. ومن هنا نلاحظ شبه الغياب التام لأي خطوط خارجية كان من شأنها لو وجدت أن تُعطي السيارة الشخصية المميزة التي تفتقر لها. أما السقف المرتفع الذي تم اعتماده مع أي كيو أي فالهدف منه هو توفير رحابة داخل المقصورة والتعويض عن المساحة التي تم إستخدامها أسفل السيارة لتوضيب البطاريات التي تزود المحركات الكهربائية بالطاقة.
وبمناسبة ذكر المحركات، تتمتع الفئة أي كيو أي 350+ بمدى قيادة يقارب 500 كيلو متر، بالإضافة إلى إمكانات الشحن السريع التي تسمح لها بشحن بطاريتها من 10 إلى 80 بالمائة في حوالي 30 دقيقة، وهي مجهزة بمحرك واحد يدفع العجلات الخلفية بقوة 288 حصانًا. ويسمح هذا المحرك للسيارة بأن تتسارع من صفر إلى 100 كلم/س في 5.8 ثانية في طريقها إلى سرعة قصوى تقدر بـ 210 كلم/س. هذا ويتوفر للسيارة تعليق هوائي ونظام توجيه بالعجلات الخلفية.
على الطريق، ورغم أنّ قوة 288 حصانًا ليست هي القوة التي تليق بسيارة تنفيذية كهربائية فاخرة في العادة لا تمتلك سوى التسارع الخاطف وسيلة لإمتاع السائق، إلا أنّ قيادة أي كيو أي ممتعة بفضل قوة دفعها الأكثر من مقبولة، تماسكها الممتاز، دقة توجيهها العالية ومستويات راحة التعليق المفرطة التي تتمتع بها، فكل هذه العناصر تجتمع معًا في السيارة لتوفير إنقيادية تجعلك تشعر وكأنك على سجادة سحرية مع دقة توجيه حادة وواثقة.
على صعيد التجهيزات، تتمتع الفئة 350+ بالعديد من التجهيزات الكريمة، بما في ذلك نظام استريو Burmester المكوّن من 15 مكبرًا للصوت، لوحة شحن للهواتف الذكية اللاسلكية، نظام ملاحة داخلي، مقاعد أمامية كهربائية مع تدفئة، مصابيح أمامية أوتوماتيكية عالية الشعاع، نظام مراقبة النقطة العمياء، نظام الحفاظ على المسار، وأكثر من ذلك بكثير. أما الحزمة Exclusive Trimالاختيارية، فتوفر نظام التحكم التكيفي في التجوّل، إضاءة داخلية محيطة وميزة الواقع المعزّز للملاحة، من بين ميزات تقنية أخرى.
المعرض: مرسيدس أي كيو أي 350+
في الداخل، تجمع أي كيو أي بين التصميم الأنيق والمواد الغنية، بالإضافة إلى مساحة كبيرة للركاب ومساحة تخزين كريمة. يفصل الكونسول الوسطي العائم بين المقاعد الأمامية، والتي تأتي بشكلٍ قياسي مع وسائد قابلة للتدفئة والتهوية. يمكن أيضًا ترقية هذه المقاعد بوظائف التدليك. وتحتوي المقصورة على فتحة سقف بانورامية وإضاءة داخلية محيطة قابلة للتخصيص تتبع لوحة العدادات والأبواب، مما يخلق جمالية مميزة عند الإضاءة.
ويعمل نظام المعلومات والترفيه القياسي في السيارة من خلال شاشة تعمل باللمس مقاس 12.3 بوصة. يتميز بماسح ضوئي لبصمات الأصابع يتيح للمستخدمين الوصول إلى ملفات التعريف الفردية. كما يتوفر بشكلٍ قياسي نظام صوت Burmester وشاحن جهاز لاسلكي.