مسألة إدعاء بيجو 2008، مازدا سي أكس 30، مرسيدس جي أل أيه أو ربما أيضًا أوبل موكا التي نختبرها اليوم، بأنها تنتمي إلى فئة تدعى الكروس أوفر المدمجة هو أشبه بإدعاء مرسيدس أي أم جي وان وأستون مارتن فالكري بأنهما سيارات فورمولا 1 مرخّصة للسير على الطريق، فوجه التشابه هنا هو أنّ الادعاء في كلا الحالتين يبقى ادعاء بعيد عن الواقع بنسبة كبيرة إن كان يحمل بعض العناصر التقنية التي تدعمه، فلا أي أم جي وان تتمتع بنفس القدرات الديناميكية التي تتوفر لشقيقتها دبليو 13 التي تشارك في موسم 2022 من سباقات الفورمولا 1، ولا أوبل موكا تتمتع بالخلوص المرتفع ووضعية القيادة المشرفة على الطريق التي يجب أن تتوفر لسيارات الكروس أوفر.

المعرض: صور تجربة قيادة أوبل موكا

ولكن، وكما تبرر مرسيدس أي أم جي وان تخلفها الديناميكي عن دبليو 13 من خلال مستويات العملانية وأنها لا تحتاج لطاقم من الفنيين لتشغيلها، كذلك تبرر طرازت فئة الكروس أوفر المدمجة إختلافها عن فئة الكروس أوفر الحقيقية من خلال التركيبة المميزة التي تتمتع بها والتي تجعلها تستفيد من حالة وسطية مميزة تضعها بين سيارات الهاتشباك وبين مركبات الكروس أوفر الحقيقية.

ولكن أوبل موكا لم تكتفي بذلك كي تجذب العملاء، فهي تتمتع بالإضافة إلى ما ذكرناه في البداية بخطوط خارجية ليست أنيقة فحسب، بل تجعلها تنتمي تصميميًا إلى فئة أعلى من الفئة التي تُصنّف فيها، علمًا أنّ هذا الأمر تمّ تعزيزه أكثر من خلال طلاء بلونين يحاكي ما يتوفر في الفئات الأرستقراطية الفاخرة جدًا في عالم السيارات.

وتحت مظلة مجموعة ستيلانتس، وجدت أوبل ملازها بشكلٍ مناسب، فهي بذلك تستفيد من نفس الاستقرار الذي تتمتع به علامات بيجو وسيتروان التجارية، أي أنها تستفيد من تبادل المكونات والتقنيات، وبذلك هي تقوم على قاعدة عجلات سي أم بي التابعة للمجموعة والتي تدعم أيضًا بيجو 2008 وسيتروين سي 4.

وكما ذكرنا، تتجلى لغة التصميم الجديدة لـ أوبل بوضوح، مع ما تطلق عليه العلامة الألمانية تسمية "أوبل فايزر"، أي مقدمة الخوذة بالعربية وهي القطعة المطلية باللّون الأسود التي تتوسط مقدمة السيارة بين المصابيح، فهذه اللمسة المميزة ستُصبح بمثابة السمة المشتركة بين جميع طرازات أوبل.

الميزة الرئيسية الأخرى لكون أوبل هي جزءًا من عائلة سيارات أوسع هي الحصول على محركات مجرّبة ذات إعتمادية عالية، مما يساعد على تحسين الموثوقية الشاملة، وبذلك تمكّنت موكا من الحصول على محرك يتألف من ثلاث أسطوانات سعة 1.2 ليتر، مع قوة 130 حصانًا مع علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب.

على الطريق وعند قيادتها على المقاطع المستقيمة والخطوط السريعة، تبدو أوبل موكا مريحة للغاية مع إنقيادية واثقة، فضلاً عن مستويات عزل صوتي مميزة توفّر هدوء داخل المقصورة عند التنقل بالسيارة لمسافات طويلة على الطرقات السريعة، الأمر نفسه ينطبق على موكا خلال إستخدامها داخل شوارع المدينة. أما على الطرقات المتعرجة، فيوفر نظام التوجيه الواثق للسيارة، وبالتعاون مع التعليق القادر على ضبط الحركة الديناميكية للسيارة بشكلٍ أمن، تجربة قيادة واثقة مريحة وإن لم تكن رياضية بأي شكل من الأشكال.

حالها كحال معظم سيارات الكروس أوفر المدمجة، فإنّ أوبل موكا ليست أكثر إرتفاعًا بنسبة كبيرة من ما يتوفر لسيارات الهاتشباك العادية، لكن ومع ذلك فقد تمّ تثبيت المقاعد على ارتفاع عالٍ لتوفر لك رؤية أفضل للطريق، كما وعلى متنها ستجد نطاقًا جيدًا لضبط مقعد السائق ووضعية المقود. أما بالنسبة للمواد التي إستُخدمت في صناعة المقصورة فهي جيّدة بنسبة كبيرة، خاصةً على صعيد المقاعد وحشية الأبواب الداخلية التي تتمتع أيضًا بحياكة أنيقة وبعض الأكسسوارات المصنوعة من بلاستيك ذو جودة عالية يحاكي بتصميمه شكل ألياف الكربون.

في القسم الخلفي للمقصورة، تؤكد أوبل موكا على إنتمائها الحقيقي لفئة الهاتشباك ذات الخلوص المرتفع نسبيًا لا الكروس أوفر العائلية الرحبة من خلال مساحة تتسع لراكبين أو ثلاثة ركاب مع رحابة كافية إنما غير مناسبة تمامًا لأصحاب القامة الطويلة، ولكن هذا الأمر لا يُعتبر سيء بدرجة كبيرة، خاصةً وأنّ الفئة السعرية للسيارة تضعها ضمن السيارات التي تستهدف أصحاب العائلات اليافعة، أي التي تتألف من والد ووالدة في مقتبل العمر مع أطفال بعمر يتوجب عليهم فيه إستخدام مقعد الأطفال الذي يمكن تثبيته بإحكام وأمان عبر نظام أيزو فيكس.

مقابل ذلك ومقابل مستويات الرحابة المقبولة لتلك العائلة الشابة في المقصورة الداخلية، يوفّر صندوق الأمتعة الذي يبلغ قياسه 360 ليتر مع مقاعد خلفية في مكانها مقابل 1372 ليتر عند طي المقاعد الخلفية ما يكفي وأكثر لتوضيب حاجيات هذه العائلة في حال كانت تنوي قضاء عطلة بعيدة عن المنزل.

ومن جهتها، تمّ تثبيت لوحة العدادات بشكلٍ جيّد ويسهل رؤيتها من قبل السائق، مع أزرار ومقابض مادية للتحكم في نظام التكييف وهذه ميزة أساسية ومهمة للغاية على متن أي سيارة كونها لا تشتت الانتباه عند استخدامها أثناء القيادة، وتأتي شاشة العدادات الرقمية مقاس 7.0 بوصة بشكلٍ قياسي، أما على متن الفئة التي توفّرت لنا فالشاشة أتت بحجم 12.0 بوصة.

وفي النهاية، بفضل خطوط السيارة الخارجية البالغة الإناقة، محركها ومكوناتها الميكانيكية المختبرة ذات الإعتادية العالية ومقصورة قيادتها ذات الجودة العالية، تُعتبر أوبل موكا منافس قوي في أسواق هذا النوع من السيارت.