نظام دفع رباعي متطور، 315 حصانًا يولدها محرك من أربع أسطوانات، تصميم خارجي جذاب يعكس شخصية راقية ومقصورة قيادة رحبة نسبيًا وعصرية إلى أقصى الدّرجات. تلك هي العناوين التي تعود من خلالها جولف أر بجيل جديد تسعى معه للإستمرار بلعب الدور المتقدّم الذي لطالما لعبته بجدارة في سوق سيارات الهاتشباك الرياضية رغم تعاظم المنافسة.

المعرض: صور فولكس واجن جولف أر

على حلبة دبي أوتودروم، كانت لنا فرصة قيادة جولف أر الجديدة التي تحتوي Golf Rكما ذكرنا على نظام دفع رباعي جديد يتمتع بقدرة توجيه عزم الدوران في العجلات الخلفية ويقوم تلقائيًا بنقل المزيد من عزم دوران المحرك إلى العجلة الخلفية الخارجية عند الدوران لجعل السيارة أكثر رشاقة. حتى أنّ هناك وضعية إنجراف يمكن ضبطها تسمح بإرسال كامل القوة الخلفية المتاحة إلى عجلة واحدة لتتيح لك القيام ببعض الإنزلاقات المثيرة عندما تكون على مضمار السباق طبعًا، أو ربما فوق الطرقات العامة ولكن بعيدًا عن أعين الرجال المسؤولين عن ضبط حركة المرور.

وتٌعتبر جولف أر بصيغتها الأحدث سريعة وممتعة في القيادة ولكنها لم تفقد سحرها الرائع والبسيط الذي يميز سيارة فولكس واجن هاتشباك. ورغم أنها باهظة الثمن مقارنةً ببعض المنافسين، إلا أنك بالمقابل تحصل على الكثير من الأداء والكثير من الشخصية الراقية البعيدة كل البعد عن الإبتزال مع جرعات مكثّفة من الأناقة.

تستخدم جولف أر أحد أفضل المحركات الرباعية الأسطوانات المزودة بشاحن هواء توربو وهو يتمتع بسعة 2.0 ليتر ويولد قوة 315 حصان و420 نيوتن متر من عزم الدوران الأقصى، الأمر الذي يسمح للسيارة من أن تنطلق إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 4.3 ثوانٍ ثم تقطع مسافة الأربع مئة متر في 12.7 ثانية على سرعة  174.2 كلم/س.

الإنطلاقات القوية والتسارع الخاطف ليسا وحدهما ما يميز هذه السيارة، إذ أنّ مستويات الكبح والتماسك ممتازين، إذ تتمكّن جولف أر من التّوقف من سرعة 100 كلم/س في 32 متر، مرة أخرى من بين أفضل ما رأيناه من أي جهاز مصمّم لتأمين التماسك، يعمل نظام التعليق التكيفي القياسي في السيارة بعمل رائع في الحفاظ على حركات الجسم تحت السيطرة، كما أنّ نظام الدفع الرباعي القياسي يعني أنّ الجر ليس مشكلة أبدًا. تبدو السيارة خفيفة ورشيقة بفضل نظام التعليق الذي تمّ ضبطه جيدًا، بالإضافة إلى التوجيه السريع الاستجابة الذي يترجم إحساسًا بالطريق أكثر من الشقيقة فولكس واجن جي تي أي. إنها ليست السيارة الأكثر حدة أو ديناميكية في فئته، لكنها ليست بعيدة جدًا عن ذلك، ورغم أنّ توجيه المقود ثقيل بعض الشيء في الوضع الرياضي، إلا أنّ هذا أمر محبّب بالنسبة للسائق الرياضي الذي من الطّبيعي أن يكون هو من تطمح هذه السيارة لخطب وده، علمًا أنه عند السرعات المنخفضة، تنخفض مستويات ثقل المقود مما يجعل من السهل ركن جولف أر.

تبرز داخل مقصورة القيادة لوحة العدّادات الرقمية القياسية، كما أنّ باقي الأجزاء الداخلية الجديدة توفر الإحساس الراقي الذي لطالما ترافق مع جيال أر السابقة، الأمر المزعج بعض الشيء إلا أنه يسعنا إنتقاده كثيراً، خاصةً أنه أصبح رائجًا بنسبة كبيرة في صناعة السيارات، هو استبدال كل عناصر التحكم المادية في المقصورة إما بلوحة حساسة للمس أو قائمة في شاشة المعلومات والترفيه. هذه التغييرات جنونية في البداية، إلا أنّ الإرتباك من إستخدامها يضمحل بمجرد أن تعتاد على كل شيء. نعم من المؤكد أنّ أدوات التحكم باللمس تمثل قفزة أنيقة للأمام، لكن الإضطرار لإستخدام شريط التحكم بدرجة الحرارة بشكلٍ حساس للمس أثناء محاولة إبقاء عينيك على الطريق ليس أمرًا بديهيًا أو آمنًا بما فيه الكفاية.

على صعيد الراحة، تساعد مخمدات التعليق التكيفية في جولف أر على تحسين ليس فقط التحكم ولكن أيضًا الإنقيادية. هناك فرق واضح بين مستويات الخمد عن ضبط السيارة على نمط التنقل المريح وبين ضبطه على النمط الر ياضي، على الرغم من أنّ الخمد على الوضعية الأخيرة يبقى مريحًا بشكلٍ أكثر من مقبول. مقاعد جولف أر رائعة أيضًا، فهي توفّر دعمًا ممتازًا وإحتضانًا جيدًا لجسم السائق والراكب الأمامي، كما أنّ المقاعد الأمامية مُدفأة وجيّدة التهوية.

تتميز جولف أر بالهدوء نسبيًا، مع قدر معتدل من صوت الرياح وضوضاء الطريق حتى على السرعات العالية، صوت العادم رياضي بطبيعة الحال ونغمته قوية بالنسبة لمحرك رباعي الأسطوانات، إلا أنك لن تواجه مشكلة في التحدث إلى الركاب حتى في أعلى مستويات صوته.