حين تفكر بالسيارات الرياضية قد لا يخطر اسم هيونداي على بالك فورا. ولكن الحقيقة هي أن هيونداي منغمسة تماما في عالم السيارات الرياضية. فالرياضية هنا تعني رياضة السيارات، ولهيونداي اليوم مشاركة كثيفة في عالم رياضة السيارات، سواء على الحلبات في بطولات السيارات السياحية، أو في بطولة العالم للراليات، والتي حققت هيونداي لقبها مرتين في عامي 2019 و2020.
هذا الانغماس الكامل في السباقات والخبرة التي اكتسبتها الشركة تم تحويلها إلى سياراتها التجارية، وتحديدا سيارات فرع N الرياضي لدى الشركة، والتي سنحت لنا الفرصة لتجربتها مؤخرا على حلبة دبي أوتودروم.
المعرض: سيارات هيونداي N على الحلبة
سيارات فرع N المتوفرة كانت فئات إلنترا وكونا وفيلوستر. هذه الأخيرة ربما تتميز بتصميمها الرياضي الغريب، والذي يبدو الأكثر تناسبا مع إطلاق سيارة رياضية. ولكن في الحقيقة، السيارات الأخرى هي التي تثير الإعجاب فعلا. فهل تخيلت يوما أن سيارة هيونداي كونل قد تتحول إلى سيارة رياضية، يمكنك قيادتها على الحلبات؟
وصفة تحويل سيارات هيونداي إلى سيارات من فئة N الرياضية تكاد تكون متماثلة في السيارات الثلاثة. محرك 2.0 ليتر مع شاحن تيربو بقوة بقوة تبلغ 275 حصان (يمكن رفعها لفترة وجيزة إلى 285 حصان في طرازي كونا وإلنترا عبر خاصية رفع ضغط التيربو أو الـ Overboost) تنقل إلى العجلات الأمامية. إنها وصفة سيارات الهاتشباك الرياضية التقليدية. ولكنها اليوم تتوفر بفئات مختلفة.
سأبدأ مع فيلوستر التي تبدو الخيار المنطقي لسيارة في هذه الفئة. تصميم السيارة الفريد لا يزال مميزا بعد سنوات عديدة من تواجد السيارة في الأسواق. إنها سيارة هاتشباك شبابية بلا شك، وطبعا المساحة الداخلية ليست في أعلى سلم اهتماماتها. ولكن ما يهمنا هنا هو تجربة القيادة فيها، والتي لم تكن على الحلبة بمعنى الكلمة، ولكن على مسار متعرج (Slalom) تم وضعه لاختبار التماسك. بصراحة، فوجئت بمدى تماسك السيارة، وسرعة تجاوبها مع حركة المقود. إنها تبدو الخيار المنطقي لسيارة N من هيونداي، واستغربت السبب الذي دفع منظمي الحدث لجعل قيادتها مقتصرة على هذا المسار وليس على الحلبة نفسها.
مهما يكن الأمر، مواصفات هيونداي فيلوستر N مميزة. القوة عالية، التماسك ممتاز والتجاوب فوري، وحتى المكابح برغم الضغط المتكرر عليها لم تستلم بسهولة.
من فيلوستر إلى هيونداي إلنترا N. سيارة سيدان صغيرة بمحرك قوي؟ إنها بلا شك وصفة كارثية، أليس كذلك؟ كلا، على الإطلاق. أولا، تم تعديل نظام التعليق والمكابح في السيارة ليتناسب مع القوة الإضافية. ثانيا، علبة التروس "ذات الكلتشين" سريعة ومتجاوبة، والإطارات الرياضية التي زودت بها السيارة تضمن التماسك المطلوب.
لكن الأهم ربما في مواصفات هيونداي إلنترا N هو تزويدها بمحور أمامي محدود الانزلاق (Limited Slip Differential) يضمن أن لا تعاني السيارة من تأثر التوجيه تحت عزم الدوران (Torque Steer) أو الانزلاق الأمامي عند الضغط على السيارة في المنعطفات (Understeer).
على الحلبة، النتيجة مذهلة. السيارة متماسكة جدا، وبفضل قوتها تصل بسهولة إلى سرعة تتجاوز 200 كلم/س في الساعة على الخط المستقيم. الكبح ثابت وقوي، وعلبة التروس متجاوبة بشكل سريع جدا. في المنعطف، تشعر ببعض التغيير في توزيع الوزن عند تغيير الاتجاه، ولكن الأمر غير كاف للمؤخرة لتخرج عن خط المسار. كل ما يحدث هو تغيير بسيط في زاوية الدخول، تستفيد منه لتندفع خارج المنعطف بقوة، مستغلا تماسك المقدمة.
إذا كانت هيونداي إلنترا N قد تفاجؤك قليلا، فلا شيء سيحضرك نفسيا لقيادة هيونداي كونا N. سيارة كروس أوفر صغيرة بمحرك رياضي؟ كيف يحدث هذا؟ ولكن هذا تماما ما فعلته هيونداي.
السيارة بسيطة في الداخل، باستثناء المقود الرياضي بعض الشيء، والشاشة التي تعرض عدادات رياضية خاصة بطرازات N من هيونداي. ولكن بمجرد أن تنطلق بالسيارة على الحلبة، هناك ابتسامة لا تفارق وجهك. كيف يمكن لسيارة مثل هذه أن توفر أداء كهذا؟ كيف تقاوم تمايل الجسم في المنعطفات؟ وكيف تضع قوتها بشكل نظيف دون انزلاق للعجلات؟
هذه كلها آثار فريق هيوندا يالرياضي، وارتباط الاسم، أو بالأحرى حرف N، بمركز هيونداي للأبحاث والتطوير في ناميانغ في كوريا، ومركزهم الآخر في... حلبة نوربورغرينغ! نعم، لهيونداي مركز دائم هناك. وإذا كانت السيارة مناسبة "لنوردشلايفة" المرعبة، ستكون رائعة على حلبة أوتودروم، أليس كذلك؟
بإمكاني الحديث طويلا عن السيارة ومميزاتها، ولكن أعتقد أن مشاهدة الفيديو في الأعلى أكثر من كافية لتظهر لكم قدرات السيارة الحقيقة. فنتمنى لكم مشاهدة ممتعة!