المشهد المسيطر على ساحة صناعة السيارات منذ السنوات الأخيرة الماضية، والذي يستمر بسيطرته اليوم، هو الإنتقال من تقنيات الدفع العاملة بالوقود الإحفوري إلى التقنيات الكهربائية ضمن ما يحلو للبعض (وأنا منهم) تسميتها "المعضلة الكهربائية"، وهذا مشهد يناسب العديد من الصناع العالميين الذين لا تتعارض فكرة السيارة الكهربائية الهادئة مع شخصية سياراتهم، أو الطرز الإيقونية منها بتعبيرٍ أدق، فالسيارة الناعمة، الصامتة ذات الإنقيادة الشبه محسوسة تتناسب ربما بشخصيتها مع الفكرة الأساسية التي تقوم عليها سيارات رولز رويس، كاديلاك أو ربما مرسيدس (مع فائق الإحترام للخيارات الرياضية التي توفرها ضمن مجموعة سيارتها). ولكن في المقابل، هناك صانعين قامت سياراتهم على فكرة التوفيق بين تلبية متطلبات العائلة لسيارة عملية رحبة وبين تأمين تجربة قيادة رياضية من النوع الذي يجعل عملية التنقل على متن السيارة هي الغاية وليست فقط الوسيلة التي يستخدمها المالك بهدف الإنتقال بين نقطة وأخرى.
المعرض: بي أم دبليو أي 5
ولعل أبرز هؤلاء الصناع الذين ينتمون للنوع الثاني الذي ذكرناه هي بي أم دبليو التي لطالما رفعت شعارات تتغنى بتجربة القيادة الرياضية المثيرة، فكما كانت تصف سيارتها في الماضي على أنها "آلة القيادة المطلقة"، تصفها اليوم على أنها هي التي توفر "متعة القيادة المطلقة"، فهل تنسجم بي أم دبليو أي 5 BMW I5 ألكهربائية التي نختبرها على هذه الصفحة مع هذا النوع من الشعارات، وهل تستحق حمل الشارة الزرقاء والبيضاء التي حملتها في الماضي بجدارة وإستحقاق طرازات أسطورية تبدأ من طراز 2002 ولا تنتهي مع طراز أم 1 الطيب الذكر؟ هيا بنا نكتشف.
منذ عقود، توفر بي أم دبليو السلسلة الخامسة على شكل سيارة سيدان فاخرة متوسطة الحجم ذات أداء رياضي، ولكن مع الجيل الأحدث أضافت إلى فئات هذه السيارة خيارات كهربائية، الأولى تحت تسمية أي 5 إختبرنا منها الفئة الأعلى أم 60 أكس درايف مع محركين كهربائيين يولدان معًا قوة 593 حصانًا قادرين بالتعاون مع جسم السيارة المدروس إنسيابيًا على دفع عجلات السيارة من صفر إلى سرعة 100 كلم/س في زمن لا يتجاوز الـ 3.3 ثانية فقط.
ولكن القصة لم تنتهي هنا، فهذا التسارع الصاروخي ليس هو أبرز ما توفره أي 5 على الصعيد الرياضي، إذ أنّ فريق تصميم الصانع البافاري بذل مجهودًا إستثنائيًا كي يوفر لسائق هذه السيارة ومرافقيه الركاب شعورًا عاليًا بالحركة الديناميكية للسيارة خلال السير على الطريق، وحتى على وضعية القيادة العادية توفر أي 5 شعور يمكن وصفه بكل إختصار أنه يجعلك تعتقد أنك خلف مقود نسخة من نسخ أم 5 بإستثناء غياب صوت المحرك الهادر وإرتجاجاته عن مقصورة القيادة.
في الداخل، تسيطر التقنيات الحديثة على المقعد الأمامي في i5، مع لوحة قيادة رقمية شاملة تتوهج بشكلٍ ساطع بمقاييس قابلة لإعادة التكوين ونظام المعلومات والترفيه من الجيل الأحدث.
ميكانيكيًا، تتوفر أي 5 بثلاث فئات، الأولى هي أي درايف 40، وهي تدفع العجلات الخلفية من خلال محرك كهربائي واحد بقوة 335 حصانًا، وفي المقابل توفر الفئة أكس درايف 40، فتتمتع بمحرك كهربائي اضافي على المحور الأمامي لتوفر إجمالي قوة تبلغ 389 حصانًا ودفعًا رباعيًا.
أما الفئة الأكثر سخونة أم 60 أكس درايف، فتتمتع بمحركين كهربائيين بقوة 593 حصانًا وتركيبة ديناميكية معززة بجهاز تعليق رياضي، إطارات أعرض وتوجيه بالعجلات الخلفية لمنح السيارة إحساسًا أكثر رياضية.
وبطبيعة الحال، هذا الأداء الرياضي السريع الذي توفره أي 5 من المفترض أن يأتي على حساب المدى الطويل، ولكن في هذا المجال لا تعاني أي 5 كثيرًا كونها قادرة على إجتياز مسافة 411 كيلومتر في الشحنة الواحدة، وهذا أكثر من جيد بالنسبة لسيارة توفر تجربة قيادة ملهمة للسائق، علمًا أنه عند توصيل مجموعة بطاريات السيارة بمحطات الشحن السريع ستكون قادرة على الشحن من 10 إلى 80 بالمائة في 30 دقيقة.