ما حصل مؤخرًا مع مرسيدس أس أل يحمل بعض التشابه مع الذي حصل لـ شيفروليه كورفيت. فعندما قرر الصانع الأميركي أن يعزز الروح الرياضية لـ كورفيت، أعاد إطلاق جيلها الثامن مع محرك مثبّت في المكان المثالي ديناميكيًا، أي الوسط، واصفًا هذه الخطوة بأنها تنسجم أكثر مع ما كان يرغب به والدها الروحي دونتوف. أما مرسيدس أس أل، فمع جيلها السابع الذي نختبره هنا، قررت أن تعود إلى أصالتها الحقيقية، أي الصيغة التي كانت عليها في جيلها الأول من خلال سيارة رياضية توفر تجربة قيادة مفعمة بالعنفوان، سيارة قادرة على مخاطبة أحاسيس السائق إلى أقصى حدود الإثارة ولكن دون أن تكون شرسة في ردات فعلها، أو متعبة عند الرغبة في إستخدامها في التنقلات اليومية.
في البداية، ربما علينا طرح السؤال التالي هل ما حصل لـ كورفيت وأس أل أمر جيّد؟ الإجابة هي نعم بالتأكيد، خاصةً أنّ كورفيت باتت سيارة متوازنة أكثر من أي وقتٍ مضى مع قدرات رياضية ديناميكية لم تكن تتوفر لها بأي جيل من أجيالها السابقة. وكذلك الأمر بالنسبة لـ مرسيدس أس أل التي يكفي أن نقول بأنها لم تعد متوفرة سوى بالصيغة التي ينتجها الفرع الرياضي أي أم جي، كي نعرف أنّ أداءها بات ممتازًا.
ولكن هناك مشكلة صغيرة، ففي السنوات والأجيال التي سبقت، تعودنا على كورفيت سيارة يفرض محركها المثبّت في الأمام سطوته على تجربة قيادتها وشكلها العام، تمامًا كما تعودنا على أس أل سيارة تحمل تصميمًا خارجيًا ساحرًا أكثر منه رياضي مستوحى من ما يتوفر للشقيقة جي تي، كما هي الحال مع السيارة التي تشاهدون صورها هنا والتي تتمتع بخطوط رائعة دون أدنى شك، إلا أنها تُعتبر خروجًا عن الشخصية التي لم يكن لها مثيل مع أجيال أس أل الأخيرة، والتي عرفناها بدايةً مع الجيل أر 129، وصلت إلى ذروة الأناقة والتميز مع الجيل أر 230 وإستمرت مع الجيل أر 231 الأخير.
والآن وبعيدًا عن مسألة الشكل الخارجي والسحر المفقود، لا بد أن نذكر بأنّ أي أم جي أس أل (كما أصبحت تسميتها كونها تنتج حصرًا لدى أي أم جي) هي بالتأكيد سيارة رياضية جيّدة، إذ أنها تحتوي على محرك مرسيدس الشهير ذو الأسطوانات الثماني سعة 4.0 لتر بشاحن توربيني مزدوج، والذي يزود فئة القاعدة من السيارة أس أل 55 بقوة 469 حصان، ترتفع إلى 577 حصانًا في الفئة أس أل 63. وفي كلا الفئتين، تنقل علبة تروس أوتوماتيكية من تسع نسب الطاقة إلى نظام الدفع الرباعي القياسي بمواصفات أي أم جي، وهو الأول من نوعه في السيارة.
ورغم أنّ أس أل لا تستفيد من نظام مرسيدس الهجين نسبيًا الذي يسمح بتوفير العزم للسيارة في الوقت الذي يكون فيه محرك الإحتراق الداخلي يعمل بدوران لعدم إمكانية تزويد السيارة بهذا النظام ودمجه بمنظومتها الميكانيكية المعقّدة، إلا أنك لن تحتاج لهذا الأمر صراحةً بمحرك سيارة جاهز دائمًا لتلبية رغباتك بزيادة السرعة.
مقصورة أس أل كلاسيكية ذات أربعة مقاعد قابلة للكشف، مع كونسول مركزي طويل وعريض يقسم المقصورة، وتعزز ألياف الكربون والزخرفة السوداء الشكل الرياضي للمقصورة، أما فتحات التكييف فتتمتع بتصميم مثير مستوحى من التوربينات. هذا وتكثر اللمسات المعدنية الحقيقية - من شبكات مكبرات الصوت لنظام الصوت إلى محيط فتحة التهوية وتطعيمات المقود.
وما أن تعمد لفتح سقف السيارة القماشي، حتى تتخذ الشاشة التي تعمل باللّمس مقاس 11.9 بوصة زاوية مرتفعة أكثر استقامة بمقدار 32 درجة، مما يساعد على التخلص من الوهج وتوفير رؤية واضحة تسهل عملية التحكم بوظائف السيارة. علمًا أنّ جميع فئات أس أل تأتي مع نظام MBUX الجديد للمعلومات والترفيه من مرسيدس، والمكتمل بالمساعد الافتراضي للنظام "هاي مرسيدس" ويتم أيضًا تضمين نظامي أبل كار بلاي وأندرويد أوتو.
المعرض: مرسيدس أي أم جي أل أل 55
وكما ذكرنا، قررت مرسيدس إستبدال السقف الصلب القابل للطي في طراز أس أل السابق بسقف قماشي جديد مكوّن من ثلاث طبقات. ورغم أنّ هذا الأمر ساهم بخفض وزن السقف بمقدار 20 كلغ وسرع عملية فتح السقف وإغلاقه بمقدار 5 ثواني ويسمح بتنفيذ هذه العملية خلال سير السيارة على سرعة أعلى بالمقارنة مع السقف الصلب، إلا أنّ الأخير يتمتع بمظهر أكثر أناقة من شأنه أن يرفع مستوى السيارة من جهة ويعزلها عن الخارج بشكلٍ أفضل وأكثر أمانًا من جهة أخرى.
وفي الختام، لا بد أن نذكر مرة أخرى بأنّ مرسيدس أس أل بجيلها الأحدث عادت من حيث التصميم والنفس الرياضي إلى جذور هذا الطراز الذي بدأ حياته في خمسينات القرن الماضي، وهذا ما يكفيها فخرًا.