على مدى عدة عقود تخللتها سبعة أجيال، اعتمدت فولكس فاجن على نجاح  جي تي أي الأصلية التي كانت ولا تزال المثل والمثال عندما يتعلق الامر بسيارة قادرة على تلبية إحتياجات العائلة لوسيلة نقل عملية فعّالة من جهة، ومخاطبة روح الشّباب التي تنبض في عروق رب هذه العائلة من جهة أخرى. واليوم، تعود إلينا فولكس فاجن بجيلها الثّامن مع وجه جريء خارجيًا، تصميم إرتقى إلى مستوى آخر داخليًا  ومميزات كريمة على الصّعيد التّقني. أما بالنّسبة للأهم، أي الأداء الرّياضي، فهي حافظت مرة أخرى على ما عودتنا عليه أسطورة الصّانع الألماني الثّانية في هذا المجال من الإثارة.

المعرض: صور فولكس فاجن جولفف جي تي أي

في هذا السّياق ودائمًا على صعيد التّصميم الخارجي، حافظت جولف جي تي أي الجديدة على المظهر العام الرّاقي الذي يُعطي إنطباعًا بأنّ مالك السّيارة هو طبعًا من أبناء الذّوات رغم الكلفة المتدنية نسبًيا للسّيارة بالمقارنة مع السّيارات الفارهة الأخرى التي تناسب في العادة أبناء الذوات.

 منذ أكثر من 40 عامًا، ابتكرت فولكس فاجن مع الفئة جي تي أي من طراز جولف بشكلٍ أساسي قطاع سيارات الهاتشباك ذات الأداء الرّياضي أو ما يُسمى أيضًا بقطاع سيارت الهاتشباك الحارة، هذا النّوع من السّيارات الذي يتمحور حول فكرة الجمع ما بين التّطبيق العملي والأداء في حزمة جذابة بسعرٍ مناسب. واليوم، وبينما تتجه فولكس فاجن نحو مستقبل كهربائي، يأتي الجيل الثّامن من جولف مستخدمًا نفس قاعدة العجلات MQB والمحرك الرّباعي الأسطوانات سعة 2.0 ليتر مع شاحن هواء تيربو الذين عرفناهما في الجيل السّابق، وهذا بالطّبع ليس أمر سيء، لأنّ سيارة الجيل السّابع أثبتت أنها تؤدي أداءً كاملاً إلى حدٍ كبير، فهي كانت واحدة من أكثر الطرازات المرموقة التي حملت يومًا شارة GTI الأيقونية على جسمها.

زادت فولكس فاجن من قوة الفئة جي تي أي إلى 242 حصانًا. وفي حين أنّ القليل من القوة الإضافية مرحّب بها، إلا أنّ هناك مميزات أخرى تحت الجسم الأنيق والعصري تساعد في تعزيز الحالة الأيقونية للسّيارة، إذ أصبح التّرس التّفاضلي الذي تمّ تقديمه سابقًا في إصدار Golf TCRجولف تي سي أر قياسيًا على جي تي أي، بينما تمّ أيضًا ضبط معدلات نوابض جهاز التّعليق لتكون أكثر صلابة لتعزيز مستويات التّماسك.

ولطالما كانت إحدى السّمات الرّئيسية لـ جولف جي تي أي هي قدرتها على تقديم بنية متوازنة، وفولكس فاجن سعت لتعزيز ذلك من خلال تقديم نظام جديد للتحكم الدّيناميكي بالهيكل يوفّر نطاقًا رائعًا من قابلية التّعديل أثناء التّنقل، وباستخدام زر موجود على لوحة القيادة، يمكنك التّبديل بين 15 إعدادًا مختلفًا للمخمد.

ميكانيكيًا، تمّ تجهيز السّيارة بمحرك من أربع أسطوانات سعة 2.0 ليتر مع شاحن هواء توربو يولد قوة 245 حصاناً و370 نيوتن متر من عزم الدّوران، أما بالنّسبة للأداء والرّشاقة والطّابع الرّياضي، فقد تمّ تعزيزها جميعاً بفضل نظام إدارة الخصائص الدّيناميكية لتنطلق السّيارة من حالة التّوقف التّام إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 6.3 ثوان.

من الدّاخل، يروي الجيل الثّامن من جي تي أي رواية مختلفة تماماً عن ما كان يتوفر في السّابق، فقد تمّ تطوير نظام المعلومات والتّرفيه  من خلال إضافة شاشة عرض المعلومات النّشطة، والتي يمكن تشغيلها باستخدام زر "فيو" الجديد المثبّت على المقود. ومن بين التّجهيزات الأساسية أيضًا نظام أب كونيكت والشّحن اللاسلكي للهاتف. فهي توفّر كل مقومات الرّاحة للقيادة اليومية.

خلال اختبارنا الخاص، وجدنا أنّ قيادة جولف الجديدة أصبحت أفضل من ما كان يتوفر في الجيل السّابق، مع توجيه أكثر استجابة ومستوى من الرّشاقة يجعلها على قدم المساواة مع ما كانت توفره في جيلها الخامس الأخف وزنًا بنسبة كبيرة. وعلى الصّعيد الدّيناميكي، لا توجد مشكلة كبيرة في تمرير القوة الإضافية عبر العجلات الأمامية، فرغم أنك قد تلاحظ وجود القليل من الإنزلاق للمحور الأمامي من جراء عزم الدّوران المرتفع، إلا أنّ ذلك يبقى في الحدود الدنيا.

لطالما سعت فولكس فاجن جاهدة لضمان توفير جولف جي تي أي لمزيجًا جذابًا من الأداء والتّطبيق العملي - كل ذلك في حزمة متطورة. لم تعد النّماذج ذات الثلاثة أبواب متوفرة، مما سيسعد أولئك الذين سيتطلب منهم السّفر في المقاعد الخلفية، في حين أنّ مساحة المقصورة الإجمالية أكبر قليلاً مما كانت عليه في الجيل السّابق. المقاعد الرّياضية الأمامية المكسوة بقطعة قماش جاكارا الحمراء الشّهيرة القياسية تتوفر قياسيًا، إلا أنّ النّسخة التي قمنا بتجربتها أتت بمقاعد مكسوة بالجلد وهي مدعّمة جيدًا وتؤمّن مستويات راحة أكثر من جيّدة في الرّحلات الطّويلة.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أنّ جولف جي تي أر تتمتع بالكثير من التّجهيزات المفيدة التي تجعل القيادة أسهل، سواء في شوارع المدينة الضّيقة أو خلال التّنقل على الطّريق السّريع. وتعد مستشعرات وقوف السّيارات الأمامية والخلفية قياسية، جنبًا إلى جنب مع المصابيح الأمامية والمساحات الأوتوماتيكية، بينما تشتمل التّقنيات المدمجة على نظام ملاحة مدمج عبر الأقمار الصّناعية ونظام تثبيت السّرعة التّكيفي ومجموعة من ميزات الأمان لمساعدة السّائق.