في الحياة، هناك أمور لا يُمل منها ولا يجب أن تتغير. فمنذ نعومة أظافرنا وحتى اليوم، لا نزال نستمتع بتناول قطعة من المثلجات أو شطيرة من الخبز المحمّص مع الجبنة السائحة تماماً كما كنا ولا نزال نعتبر من يرتدي بذة سوداء مع قميص أبيض رجل بالغ الأناقة...الخ من الأمور التي قد تتطور مع الزمن ولكن دون أن تتغير بشكلٍ جذري، وهذا تحديداً ما ينطبق على الجيل الأحدث من ميني، أقله على صعيد التصميم الخارجي الذي حافظ على روحه الطريفة التي تعكس حالة ثقافية خاصة وذلك لأنّ معظم التحسينات والتغييرات اللافتة في ميني هي تلك التي تختبئ تحت خطوط الجسم الذي أُعيد صقله دون المس بطابعه العام.

المعرض: ميني 3 دور

ورغم أنّ الجديد في الجسم يكاد ينحصر بمصابيح التوقف الخلفية التي باتت أكبر حجماً والمقدمة التي أصبحت نافرة الى الأمام، بالمقارنة مع المصباحين الأماميين اللذين باتا يتخذان شكلاً أكثر بيضاوياً، الا أنّ ما ناله التصميم الخارجي وما إنعكس إيجابياً على التصميم الداخلي هو أنّ ميني الجديدة إبتعدت عن مفهوم ميني بالمعنى الحرفي للكلمة (ميني كلمة إنكليزية تعني المصغّرة) إذ أنّ أبعادها  نالت زيادة ملحوظة على مستوى الطول الإجمالي الذي زاد بمقدار 98 ملم ليصل إلى 3821 ملم والعرض العام نحو 44 ملم ليبلغ 1727 ملم، فضلاً عن الارتفاع الذي ازداد بمقدار 7 ملم ليصل إلى 1414 ملم، وأخيراً طول قاعدة العجلات الذي زاد 28 ملم ليصل إلى 2495 ملم. 

ومما يلفت النظر في السيارة هو تناغم شبكة التهوئة السداسية الأضلاع مع المصابيح الأمامية التي باتت تتضمن مصابيح تعمل بتقنية أل أي دي للإضاءة النهارية، علماً أنّه يمكن الإختيار بين خمسة ألوان جديدة للطلاء الخارجي مع إمكانية اختيار لون السقف مغاير للون الجسم الخارجي ضمن التجهيزات الإضافية. 

image00020

على الطريق، ومن اللحظة الأولى التي تنطلق بها على متن ميني تشعر بقدرة العجلات على الإلتصاق بالأسفلت، الأمر الذي يولّد في نفسك شعوراً قوياً بالسيطرة على السيارة يدفعك للدخول في المنعطفات بسرعات أعلى مما كنت تعتقد أنك قادر عليه، وهنا يتضح لك أنّ إدّعاء ميني بأنها توفّر نفس مستوى التماسك الذي توفره سيارات الكارتينغ ليس إدعاءً تسويقياً صرف بل هو يقترب من الواقع بنسبة كبيرة. وبالاضافة الى هذا الشعور العالي بالثقة، توفّر السيارة خلال قيادتها أحاسيس لا تتوفر في العادة سوى لدى السيارات الرياضية العالية الأداء، ولعل هذا الأمر يتأمن من خلال تناغم عمل كل من المحرك القوي، علبة التروس السلسة، جهاز التعليق المتطوّر والمقود الذي يتمتع بإطار سميك وسرعة إستجابة عالية.

وبمناسبة ذكر المحركات، لا بد من الاشارة الى أنّ ما يتوفر منها لدى وكلاء ميني في المنطقة هم محركين من ثلاث أسطوانات مقابل محرك من أربع أسطوانات. ففيما يساعد جهاز التوربو  أسطوانات المحرك الأول الثلاث سعة 1.2 ليتر على توليد قوة 102 أحصنة ضمن فئة ميني وان، يساعد أسطوانات المحرك الثاني الثلاث أيضاً بسعة 1.5 ليتر على توليد قوة 134 حصان ضمن الفئة كوبر.

image00024

وتتمتع الفئة كوبر أس  بمحرك رباعي الأسطوانات سعة 2.0 ليتر يولّد قوة 189 حصان عند دورانه  على سرعات تتراوح بين 4,700 وبين 6,000 د.د، مع عزم أقصى يبلغ 280 نيوتن متر عند سرعة دوران تتراوح بين 1,250 وبين 4,750 د.د. ويمكن للسيارة مع هذا المحرك أن تصل الى سرعة 100 كلم/س بعد مرور 6.8 ثواني على إنطلاقها مع تسجيل سرعة قصوى تبلغ 235 كلم/س.

أما الفئة جون كوبر وركس التي توفّرت لنا خلال تجربة القيادة فهي تتمتع بالمحرك الرباعي الأسطوانات سعة 2.0 ليتر إيضًا ولكن وبصيغتين على صعيد القوة إما 228 حصانًا أو بقوة 306 أحصنة.

 وعلى صعيد نقل الحركة، تتمتعت السيارة التي كنّا نجربها بعلبة تروس أوتوماتيكية من ست نسب من نوع  "تيبترونيك" يمكن التحكم بتعشيق نسبها يدوياً عند الرغبة.

ويما أن التماسك العالي هو أهم عنصر من عناصر الأداء، تم تطوير نظام التعليق الرياضي في الفئة جون كوبر ركس واختباره على حلبات السباق، وهو معزز بنوابض أكثر إنخفاضًا بمقدار 10 ملم الأمر الذي  يوفر لك تجربة قيادة ديناميكية بشكل ملحوظ وثبات مثير للإعجاب.

 ولتعزيز السلاسة والأداء الديناميكي تمّ تجهيز السيارة بنظام الحد من الانزلاق عند إجتياز المنعطفات، فضلاً عن أنظمة منع غلق المكابح وتوزيع قوة الكبح، المساعدة على صعود المرتفعات القاسية وغيرها من تجهيزات السلامة الإيجابية التي تتكامل مع تجهيزات سلامة سلبية على غرار الوسائد الهوائية المتنوعة وأحزمة الأمان الثلاثية نقاط التثبيت، والهيكل الذي يحتوي على دعائم فولاذية.

image00021

ومن الداخل، تستفيد ميني من نظام عرض معلومات لوحة القيادة ضمن لوح زجاجي يخرج من مكانه في لوحة القيادة عند تشغيل المحرك ليتخذ وضعية مقابلة لرأس السائق ضمن تصميم شبيه بما يتوفر لدى الطائرات الحربية. أما باقي أرجاء المقصورة فباتت تتمتع بالمزيد من الرحابة، رغم أنها لا تزال غير رحبة بالمعنى الكامل للكلمة خاصةً في القسم الخلفي الذي لا يزال يتناسب مع إستخدامه من قبل الأطفال حصراً.

وفي الختام، ورغم أن ميني لم تعد بأبعادها "ميني" بالمعنى الحرفي للكلمة، إلا أنها لا تزال تحافظ على الكثير من السمات التي جعلت منها ما هي عليه اليوم، وفي النهاية من قال أن الاساطير لا يمكنها أن تتطور؟