مع ألفاروميو جوليا أس دبليو بي زاغاتو، لم يرغب فريق تنسيق التعاون بين مؤسس صناعة السيارات الرياضية الإيطالية ألفا روميو وبين دار التصميم الشهيرة، تحدي الذوق العام كما حصل في القسم الأخير من القرن الماضي مع طراز أس زي الذي أثار ولا يزال يثير جدلاً كبيراً في أوساط عشاق السيارات بسبب خطوطه الخارجية الحائرة بين الجمال والقباحة دون أن يتمكّن أحد من تبديد هذه الحيرة عبر إصدار حكم مبرم يحدّد الوصف الذي يناسب تصميم السيارة، الأمر الذي جعل أس زد تمثل حالة فريدة وتبتكر عبارة جديدة على عالم السيارات، عبارة تُستخدم عادةً في وصف الأعمال الفنية التي تكون نتيجة لمحاولة فنان تجميل واقع مرير يعاني منه، عبر تحفة فنية لا يمكن وصفها سوى بعبارة "القباحة الجميلة".

المعرض: ألفا روميو جوليا أس دبليو بي زغاتو

مع جوليا أس دبليو بي زاغاتو وكما ذكرنا، اعتمدت ألفا روميو على ما تنص عليه المادة الأولى من دستورها الخاص والتي تُفيد بأنّ أي سيارة تحمل شعار "هاوس أوف فيسكونتي" يتوجب عليها أن تتمتع بخطوط خارجية غارقة في الجمال، وهكذا أتت السيارة مع تصميم خلاب يبرز من خلال الجهة الأمامية التي تستخدم نفس مصابيح طراز تونالي لكن بعد تغيير مكانها لتصبح أسفل غطاء المحرك، علمًا أن الأخير بات منفوخًا وأكبر حجمًا.

بدورها، نالت الجهة الخلفية تصميمًا جديدًا لمشتت الهواء، بحيث بات يحتوي على شفرات أكبر حجمًا ومخارج عادم مزدوجة في الوسط، علمًا بأنّ الأخيرة تتمتع بحجم كبير، هذا وتمّ التخلي عن الجناح الموجود في جوليا جي تي آي أم، ليحل محله على صعيد تعزيز حضور المؤخرة، الخط الذي يمتد على الجهة العلوية في الخلف والذي يحتوي بداخله على المصابيح الأساسية، إشارات الانعطاف وأيضًا مصباح الرجوع للخلف.

ولعل الميزة الأهم في تصميم السيارة وما يعكس انتمائها الواضح لتراث زاغاتو هو السقف الذي يعتمد تصميم الفقاعة المزدوجة التي زينت عبر التاريخ عدد لا يحصى من الطرازات الساحرة. وفي نهاية الحديث عن الشكل الخارجي تجدر الإشارة إلى أنه تم التخلي عن مقابض فتح الأبواب لصالح أزرار تقوم بنفس المهمة.

ميكانيكيًا، تم الإستعانة بالمحرك الموجود في نسخة جوليا جي تي آي أم وهو مكوّن من ست أسطوانات سعة 2.9 ليتر مع شاحني هواء تيربو، مما يساعد على توليد قوة 533 حصان مقابل عزم دوران يصل لغاية 600 نيوتن متر، وتنتقل هذه القوة وذلك العزم إلى العجلات الخلفية عبر علبة تروس يدوية من ست نسب.

وهنا يتوجب علينا أن نتوقف لنحيي ألفا روميو ونشكرها على قرارها تزويد السيارة بعلبة تروس يدوية، هذا الخيار الذي وللأسف لم يعد خيارًا يوفره عدد كبير من الصانعين، كما أنّ عدد كبيرًا منا نسي مقدار الإنخراط المثير بعملية القيادة الذي توفره علبة التروس اليدوية ودواسة القابض الفاصل، فهذا الخيار الذي بات نادرًا هذه الأيام يسمح للسائق بأن يتحكم بحركة السيارة من خلال إطلاقها نحو الأمام ما أن يوازن بين الضغط على دواسة الوقود بالتزامن مع رفع قدمه عن دواسة القابض الفاصل، وبالمقابل يمكنه حجز نسبة علبة التروس لأطول فترة ممكنة عند الحاجة لترك عزم المحرك في أقصى حدوده، بإختصار تسمح علبة التروس اليدوية للسائق بأن يكون الأمر الناهي خلف المقود.

الهدف من ألفا روميو جوليا إس دبليو بي زاغاتو هو الإحتفال بمئوية دار التصميم الإيطالية الشهيرة، إذ أنّ أول تعاون بين ألفا روميو وزاغاتو يعود للعام 1921 من خلال طراز تيبو جي 1، هذا وتمّ تسليم جوليا أس دبليو بي لعميل في ألمانيا يمتلك أيضًا عدّة طرازات من ألفا روميو، منها طرازي أس زد و8 سي كومبيتزوني بجانب طرازات أستون مارتن التي تم إعادة رسم خطوطها من قبل زاغاتو.

ستتوفر ألفا روميو جوليا أس دبليو بي زاغاتو بنسخة واحدة فقط فريدة من نوعها على مستوى العالم، كما أنها خالفت التوقعات بأن تكون إصدار محدود، أما فيما يتعلق بالسعر فإنه لن يقل غالبًا عن 200,000 دولار.