بالكاد كانت صناعة السيارات في أوروبا قادرة على التعافي من حالات الإغلاق جرّاء جائحة الحمّة التاجية المستجدة (كوفيد 19)، والنقص المستمر في الشرائح الإلكترونية، لتظهر مشكلة جديدة، ربما يكون تأثيرها أكبر.

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تضخيم مشكلات توريد القطع وإضافة مشكلات جديدة، ما يجبر العديد من مصانع السيارات على وقف الإنتاج. سمعنا فعلًا أن إنتاج جدلات الأسلاك الكهربائية، التي تُجمَّع في أوكرانيا، قد توقف. واضطرت مجموعة فولكس واجن إلى إيقاف الإنتاج مؤقتًا في عددٍ من المصانع بسبب نقص المكونات، بما في ذلك إنتاج السيارات الكهربائية في تسفيكاو ودريسدن بألمانيا، وهي سياراتٌ كهربائية بمدخرات طاقة (بطارية) قابلة للشحن تُصنع باستخدام قاعدة العجلات الأنموذجية أم إي بي.

ذكرت وكالة رويترز أنه حتى شركة بورشه، وهي علامةٌ رياضية فخمة بحجم إنتاج منخفض نسبيًا، ستُجبر على وقف إنتاج السيارات الكهربائية مؤقتًا في مصنعها في شتوتغارت – تسوفنهاوزن بألمانيا.

المعرض: بورشه تايكان جي تي إس 2022

وفقًا للتقرير، سيتوقف إنتاج طراز تايكان بمختلف فئاته حتى نهاية الأسبوع المقبل، بسبب نقص المكونات. تقدر الشركة الألمانية أنه لا يمكن إنتاج 200 سيارة تايكان يوميًا. على الجانب الإيجابي، سيُستأنف الإنتاج في مصنع بورشه في لايبزيغ، المعلق مؤقتًا، جزئيًا اعتبارًا من يوم الاثنين "بسبب تحسن وضع الإمداد".

وفقًا لموقع أوتوموتيف نيوز (أخبار السيارات)، من المتوقع أن تصل خسائر الإنتاج على المدى القصير إلى 50 ألف إلى 100 ألف وحدة في أوروبا، من المتوقع أن تتضرر صناعة السيارات الروسية بشدة بسبب العقوبات، حيث خفضت أفتوفاز إنتاج سيارات لادا.

هناك القليل من الأخبار السيئة الأخرى؛ سيؤثر الغزو الروسي لأوكرانيا على صناعة الشرائح الإلكترونية، حيث كانت أوكرانيا مسؤولةً عن نصف الإمداد العالمي في الأقل من غاز النيون المستخدم لتشغيل الليزر، الذي يستخدم لإنتاج الشرائح.

"لكن حتى صناعة أشباه الموصلات، التي تتركز بشكل كبير على"مسابك الشرائح الإلكترونية" الآسيوية والأمريكية الشمالية، ستتأثر بالحرب في أوكرانيا. تنتج الدولة في الأقل نصف الإمداد العالمي من غاز النيون، الذي يستخدم لتشغيل أجهزة الليزر المستخدمة في نقش التصاميم على شرائح الحاسب الآلي.

استحوذت أوكرانيا في عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، على سبعين بالمئة من إنتاج النيون، لكن صانعي الشرائح الإلكترونية كانوا يعملون على تنويع مصادرهم منذ ذلك الحين".

دعونا نأمل أن ينتهي الصراع قريبًا.