لن يكون لدى فيراري تشكيلة كاملة من السيارات الكهربائية قبل 2025، لكن العلامة الإيطالية لا تُخفي حماستها تجاه آفاق عصر السيارات الكهربائية الصِّرْفَة في المُستقبل المنظور. وكما تتذكرون، لدى المفوضية الأوروبية خطَّة قوية تدعو لوقف مبيعات السيارات الجديدة العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي بحُلول العام 2035.

إلا أن الأنباء الواردة من مارانيلو، معقل علامة الحصان الجامح، تفيد بأن لا مُشكلة لدى فيراري مع هذا المُقترح الذي ينبغي أن يُوافق عليه أعضاء الاتحاد الأوروبي ليُصبح نافذًا. ويرى جون ألكان، رئيس فيراري وصاحب الكلمة الأولى فيها، الحظر المُحتمل على محركات الاحتراق الداخلي على إنه "فُرصة أوجدتها الكهربة والإلكترونيات والتقنيات الأخرى التي ستُصبح مُتاحة بما يسمح لنا بتوفير منتجات أكثر تميُّزًا وفرادةً".

حديث ألكان هذا جاء خلال لقائه بمُحلِّل في صناعة السيارات، وأضاف الرجل "نرحب بالأنظمة" مُشيرًا للحظر المُحتمل على محركات البنزين والديزل. تصريحٌ مُثيرٌ للاهتمام صادرٌ من شركةٍ لطالما ترافق اسمها مع المحركات ذات السِّعَة الكبيرة، وتحديدًا V12 ذات السحب الطبيعي. بل وتحدَّثَ عن أن العلامة الإيطالية المرموقة تعمل بجدٍّ لمُوائمة مجموعة عُروضها بحيث تُلبِّي أنظمة الحدّ من الانبعاثات الغازية الضارة التي تزداد صارمةً.

المعرض: فيراري 296 GTB

أما بالعودة إلى الحاضر فاليوم بالكاد اتخذت فيراري خُطواتٍ ملموسة باتجاه الكهربة، فالبداية كانت مع طراز لافيراري في 2013، قبل أن تتطور التقنية في الأعوام التالية مع تقديم SF90 سترادالي الهجين مع محرك V8، ومُؤخرًا عن طراز 296 GTB الهجين مع محرك V6. كما ستُقدِّم في العام المُقبل طراز بورسانغ الذي سيكون أول سيارة مُتداخلة الأوجه "كروس أوفر" رُباعية الدفع في تاريخ الشركة الإيطالية التي اشتُهرت بإنتاج السيارات الرياضية حصرًا، ومن المُتوقَّع أن تحصل على بعضٍ من تقنيات الكهربة، ويُمكن أن نقول الشيء نفسه عن طراز السيارة الرياضية الفائقة "هايبركار" الرائدة المُتوقع تقديمها في السنوات القليلة المُقبلة مع محرك V12 مطور.

من نافلة القول أن أيام الطرازات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي ذات السحب الطبيعي قد أمست معدودة، فحتى العلامات التجارية ذات الإنتاج المحدود، مثل فيراري، ليست حصينةً من الأنظمة المُتشددّة التي تحكم الانبعاثات الغازية الضارة. وفي حين أن محرك V12 سيبقى في الخدمة في الوقت الراهن، وعلى الأرجح من دون إضافة شاحن هواء "تيربو" إليه، فإن دمج تقنيات كهربائية فيه سيُبقي المُشرِّعين راضين عن فيراري.

يُعدُّ نظام الدفع الهجين القابل للشحن بواسطة مقبس ومحرك V6 في طراز GTB 296 بشارة سارة لأشياء جديدة قادمة عنوانها الرئيس هو خفض سعة المُحركات مع تعزيزها بأنظمة كهربائية، ومن المُحتمل أن نرى هذه الصيغة في الطرازات المُستقبلية، ما يعني بأن قيمة آخر الطرازات العاملة بمحركات البنزين الصِّرفة من صانعي السيارات الرياضية على غرار فيراري ولامبورجيني سترتفع قيمتها في عصر السيارات الكهربائية.