غضب، عنفوان وإثارة، تلك هي العناوين الأولى لتجربة قيادة لامبورغيني هوركان أس تي أو، أو بالأحرى تلك هي العناوين الشاعرية لتجربة هذه السيارة، إلا أنها ليست عناوين شاعرية خيالية بعيدة عن الواقع، فـ أس تي أو هي الفئة التي ذهبت معها لامبورغيني إلى أقصى حدود الأداء الرياضي لسيارة قادمة من عالم الحلبات يمكن قيادتها على الطريق. وهذا أيضًا ليس ادعاء مبالغ فيه، إذ يكفي أن تعرف بأنّ مقدمة السيارة بشكلٍ كامل هي قطعة واحدة مصنوعة من ألياف الكربون يمكن نزعها عن السيارة بشكلٍ كامل دون أي مفصلات ذات وزن مرتفع تبقيها ملتصقة بالسيارة، كي تدرك أنّ السيارة التي نحدثك عنها اليوم عزيزي القارئ هي سيارة هاربة من مضمار السباق أكثر منها خارجة عن خطوط الإنتاج.

ولكن هذا الأمر، وبالإضافة إلى غطاء المحرك ذو الشفرات المعزّزة لإنسيابية السيارة، والذي أيضًا يمكن نزعه بشكلٍ كامل عن السيارة دون أي مفصلات، ليس كل ما يتوفر للسيارة. فهي تتمتع أيضًا بمحرك من 10 أسطوانات بتنفس طبيعي، وهذا ما يجعلها تتمتع بشخصية أكثر حضورًا من منافساتها فيراري بيستا ومكالارين 765 أل تي، ولو كانت لا تتمتع بنفس القوى التي تتوفر لهما، إذ يكتفي محركها الذي تبلغ سعته 5.2 ليتر والذي يعمل على دفع العجلات الخلفية فقط بقوة 631 حصانًا، إلا أنه يركّز بشكلٍ أكبر على التوازن والرشاقة وتفاعله مع متطلبات القيادة بدلًا من التركيز على أرقام القوة فقط.

المعرض: لامبورغيني هوركان أس تي أو

وهناك الكثير من التفاصيل التي تمت مراجعتها مع أس تي أو، إذ تم التخلص من الوزن حيثما كان ذلك ممكنًا. فبالإضافة إلى الحيل المعتادة لخفض الوزن كالزجاج الرقيق، العجلات المصنوعة من خليط المغنيسيوم، الاستخدام المكثّف لألواح ألياف الكربون والإستغناء عن نظام الدفع الرباعي، اعتمدت لامبورغيني كما ذكرنا قطعة واحدة تتألف منها رفارف السيارة الجانبية، غطاء المحرك والمصد الأمامي تُطلق عليها الشركة تسمية "كونفانغو"، والنتيجة هي وزن جاف يبلغ 1339 كلغ، أي أقل بحوالي 43 كلغ من بيرفورمانتي.

للمكونات الإنسيابية دور محوري في أس تي أو، إذ تم الإستغناء عن نظام ALA الفريد الذي ظهر على بيرفورمانتي لتحل محله تركيبة أكثر تقليدية ولكنها أفضل بنسبة كبيرة، إذ نالت خطوط السيارة في القسم الجانبي الخلفي تعديلات بارزة تم معها الإستغناء عن فتحات تهوية المحرك الجانبية لحساب فتحة شبيهة بفتحات تهوية محركات سيارات الفورمولا 1، أو سيارت السباق بشكلٍ عام مثبّتة على سقف السيارة من الخلف. هذا ويمكن ضبط الجناح الخلفي الضخم يدويًا بين القوة السفلية المنخفضة (324 كلغ عند سرعة 280 كلم/س) والمتوسطة (363 كلغ) أوالعالية (420 كلغ). هذا وتعمل المقدمة ذات فتحات التهوية لإخراج الهواء الساخن من محيط العجلات وفتحات غطاء المحرك لاستخراج الهواء الساخن من المشعات - هي أيضًا تفاصيل تعزز الفعالية الإنسيابية، شأنها بذلك شأن زعنفة القرش على السطح الخلفي التي تعمل على تحسين الاستقرار خلال إجتياز المنعطفات. وبالخلاصة، تم تحسين الكفاءة الهوائية بشكلٍ عام بنسبة 37 في المئة، مع زيادة قوة الضغط الهوائي نحو الأسفل بنسبة 53 في المئة مقارنةً مع بيرفورمانتي.

كما تتبنى أس تي أو ثلاث وضعيات قيادة جديدة على نظام أنيما أس تي أو للقيادة تعمل على ضبط المخمدات والتحكم في الجر وإعدادات المكابح وصوت العادم وتوجيه عزم الدوران ونظام توجيه العجلات الخلفية، تبعًا للوضعية التي يختارها السائق، هذا وقامت لامبورغيني أيضًا بإزالة نظام التوجيه الديناميكي، لذا فإنّ نسبة التوجيه تظل دائمًا كما هي عند 13.4: 1.

ولعل أبرز ما تتمتع به أس تي أو هو أنها قادرة على الجمع ما بين الأداء الغاضب ذو الشخصية الفذة المتطرفة رياضيًا على الحلبات أو المسارات السريعة، وبين الرأفة بأجسام الركاب خلال القيادة على سرعات متدنية داخل شوارع المدينة. هذا التوازن الرائع الذي يمكن الوصول إليه هو بنفس القدر من الدقة. والأكثر إثارةً للدهشة هو التعليق، الذي يبدو أنه قادر على إيجاد توازن بين راحة الخمد والقدرة على ضبط الحركة الديناميكية للسيارة.