فيراري للحياة العصرية الرائعة الجديدة. هكذا تسوّق الشركة الإيطالية طرازها الجديد، فيراري روما. ولكن ما هي هذه السيارة، وأين تقع ضمن مجموعة فيراري، وكيف تختلف عن شقيقاتها؟ والأهم من هذا، هل إطلاق سيارة فيرار يمن فئة جي تي بمحرك في الأمام مع تركيز على التصميم والتكنولوجيا في الداخل، يجعل من فيراري روما سيارة فيراري غير تقليدية؟

المعرض: تجربة ومراجعة فيراري روما

التصميم بلا شك جديد ومختلف. ستسمع الكثيرين يتحدثون عن الشبه بين السيارة وطراز 250 SWB. دعك من هذا الكلام الفارغ. هذا تصميم جديد بالكاد يمت بصلة إلى سيارات فيراري الأخرى. نعم، المقدمة تخلت عن الشبك التقليدي لصالح فتحات في المقدمة التي طليت بنفس لون جسم السيارة، وليس هناك من فتحات تهوية كبيرة في المقدمة أو الجوانب، والأضواء العرضية هذه جديدة تماما.

في الخلف تخلت فيراري أيضا عن الأضوية الدائرية التقليدية لصالح تصميم جديد وفريد، بأشكال فريدة تمتد على القسم العلوي للغطاء الخلفي بشكل أنيق وفريد. النتيجة النهائية تصميم رياضي أخاذ. نعم، إنه ليس بالتصميم الذي تربطه بفيراري، ولكن هذا هو القصد. المحرك يجلس في المقدمة، مما يعطي السيارة شكل الجي تي التقليدي، والبعض يشبهها بسيارات أستون مارتن، كما لو كان هذا أمرا سيئا. في الحقيقة، إنها من أكثر السيارات التي تلفت الانتباه على الشارع.

في الداخل، هي سيارة فيراري. المقود وحده يؤكد ذلك، مع الأزرار وأنظمة التحكم المدمجة فيه. ولكن انظر حولك وسترى الفروقات. مكان العدادات هناك الآن شاشة عرض إلكترونية، وفي الوسط شاشة طولية تحتوي نظام معلومات وترفيه، وبين الراكبين في الأمام هناك "جسر" وسطي كبير قلما نجد مثيلا له في سيارات فيراري. في وسطه "مقابض" تغيير نسب علبة التروس والتحكم بتشغيل نظام التحكم بالانطلاق، والتي تم تصميمها بشكل مستوى من علب التروس اليدوية الكلاسيكية في سيارات فيراري القديمة، بشكل حرف H. تفاصيل التصميم الداخلي جذابة. المواد فاخرة وذات نوعية جيدة، والمقاعد مغطاة بالجلد وواضح أن تصميمها يهدف إلى الراحة بقدر إبقاء جسم الراكب ثابتا.

099A3275

الاختلافات تظهر منذ لحظة التشغيل. ليس هناك زر أحمر، ولكن عليك أن تضع إصبعك على المقود لتعمل السيارة عبر اللمس. الشاشة أمامك تظهر رسومات رقمية حديثة، قبل أن تستقر على الوضعية التقليدية، مع عداد الدوران في الوسط، ولكن إلى جانبيه الآن يمكنك أن تختار ما تريد مشاهدته من معلومات، سواء كان نظام الموسيقى أو تعليمات نظام الملاحة أو معلومات الرحلة، أو حتى مؤشر التسارع.

فائدة التكنولوجيا تظهر هنا. تريد مؤشر الدوران باللون الأصفر لشكل كلاسيكي؟ بإمكانك تغيير اللون. أو ربما تريد التركيز الآن على الطريق، وعندها تعرض نظام الملاحة على الشاشة كاملة. إنه أمر مختلف بالنسبة لسيارات فيراري، وليس بالأمر السيء إطلاقا.

الشاشة الوسطية تتحكم بالنظام الصوتي والتكييف والملاحة، ومكانها جيد والتحكم فيها سهل. هناك أيضا مفاتيح تعمل باللمس على أذرع المقود للتحكم بأنظمة السيارة وتثبيت السرعة وغيرها، وبالتالي لن تشعر بالنقص أمام أي من أصدقائك الأثرياء وسيارات الجي تي الفاخرة التي يقودونها.

هم سيشعرون بالحسد حين يرون سيارتك والنظرات التي تلاحقها في الشارع، أو حين يسمعون صوتها وهي تسير أمامهم. أحدث سيارات فيراري هذه ربما تزود بمحرك صغير نسبيا، ولكن أدائه بلا غبار عليه. المحرك بسعة 2.9 ليتر بشكل V6 مع شاحني تيربو، يولد قوة تبلغ 620 حصانا مع أكثر من 760 نيوتن متر من عزم الدوران. المحرك هو ذاته الذي تجده في فيراري F8 تريبوتو، ولكن بتعديلات خاصة للسيارة.

قوة المحرك تنقل إلى العجلات الخلفية عبر علبة تروس من 8 نسب مع كلتشين، مستمدة من طراز SF90 الخارق، والنتيجة تغيير سريع جدا للنسب، في أي وضعية كانت من وضعيات القيادة، والتي لا يزال من الممكن التحكم بها عبر مفتاح "مانيتينو" الشهير، ولكن الآن يعرض وضعيته بشكل "ديجيتال" على الشاشة.

099A3401

الأداء هو أداء فيراري. الشركة تقول بأن السيارة قادرة على الوصول إلى سرعة 100 كلم/س في 3.4 ثانية، وإلى سرعة 200 كلم/س في 9.3 ثانية، وسرعتها القصوى تتجاو،ز 320 كلم/س. أرقام من السهل تصديقها، على الرغم من أن أروقام التجربة التي حصلنا عليها كانت أبطأ قليلا، مع 3.7 ثانية للوصول إلى 100 كلم/س و9.7 ثانية للوصول إلى 200 كلم/س. ولكن هذا أمر طبيعي ربما بالنظر إلى أنم تجربتنا كانت على الشوارع العامة المتسخة بالرمال في دبي، مما أدى إلى دوران بسيط عند الانطلاق للعجلات الخلفية. أما السرعة القصوى فتقول بيانات سيارة التجربة أنها وصلت إلى 317 كلم/س، ولكننا لا نتحمل مسؤولية ذلك!

على الطريق بإمكانك اختيار الطريقة التي تقود بها السيارة. إذا متا أبقيت وضعية القيادة في الوضع الطبيعي، مع الوضعية الأوتوماتيكية، فقيادة السيرة سهلة، وإلى حد ما مريحة. أقول إلى حد ما لأنها لا تقدم مستويات الراحة التي قد تجدها في سيارات الجي تي من بنتلي أو مرسيدي مثلا، ولا ربما حتى أستون مارتن، ولكنها أكثر من مقبولة للقيادة اليومية. علبة التروس سلسة وسريعة ومتجاوبة، والمحرك يمتلك من القوة وعزم الدوران ما يكفي للتسارع بسهولة.

ولكن هذه سيارة فيراري، وبالتالي فالأداء العالي هو ما يهمنها، وهنا لن تخيب السيارة الآمال. تحول إلى وضعية رياضية، (وضعية sport أو Race) وستجد سيارة رائعة، بإمكانك فعلا أن تستمتع بإدائها. المحرك هنا هو قلب السيارة فعلا، وهذا محرك رائع. فيراري تعلم بأن محركات التيربو لمن تكون يوما بروعة محركات السحب العادي، ولكن هذا لم يمنعها من تقديم محرك بصوت مميز (على الأقل بين محركات التيربو المشابهة)، ومستوى دوران عال، إذ أن قوة المحرك تتوفر عند مستوي دوران يبلغ 5750 د/د، والسبب في ذلك هو توفير عزم الدوران بشكل متدرج بحيث يشجعك هذا الأمر على دفهع المحرك باتجاه مستوى الدوران الأقصى، حيث الخط الأحمر لدوران المحرك يقع عند 7500 د/د.

099A3194

في كل مرة تضغط إلى هذه الحدود، تتذكر أنك في سيارة فيراري. الضجيج يملأ المقصورة، وعلى المقود تضاء الأضواء المتتالية التي تذكرك بسيارات الفورمولا واحد. عتلات تغيير النسب مثبتة على عمود المقود، أي أنها لا تدور معه، تماما مثل سيارات السباقات، لتعرف دوما أن تضغط. أما من ناحية التسارع، فتشعر كما لو أن السيارة لن تتوقف أبدا، على الأقل لحدود سرعة 200 كلم/س التي تصلها السيارة بكل سهولة.

دبي ليست مليئة بالمنعطفات، ولكن في تلك التي وجدناها، كانت فيراري روما أكثر من جاهزة لتغيير الاتجاه بكل سهولة. المقود دقيق ومتجاوب، والتحكم بالفعل يتناسب مع سيارة فيراري. حتى لو كنت شجاعا بعض الشيء وقررت إيقاف عمل نظام التحكم بالتماسك، ستجد أن التحكم بفيراير روما سهل على الحدود القصوى، وإذا ما انزلقت مؤخرتها (وهذا أمر سيحصل بفضل قوتها في كل مرة!) فبإمكانك التحكم بالانزلاق بسهولة، وتصحيح المسار والاستمتاع بقيادة السيارة.

إذا فيراري قدمت سيارة جديدة متكاملة، تصلح كسيارة جي تي للقيادة اليومية، مع تكنولوجيا حديثة تناسب الجيل الجديد الذي يهمه شاشات اللمس ونظام الموسيقى بقدر اهتمامه بالقيادة ومتعتها، وبالتالي فهي تجمع أفضل ما بين هذين العالمين، أليس كذلك؟ حسنا، الجواب ليس بهذه السهولة. في البداية، لنكن واضحين، هذه السيارة أصغر من أن تكون في فئة 2+2، إلى درجة أن فيراير نفسها تصفها بفئة 2+. حاولت أن أجلس أطفالي في الخلف (أعمارهم 9سنوات و6 سنوات)، وابنتي وجدت صعوبة بالغة في الجلوس في الخلف!

099A3212

ثم هناك شاشة العدادات، والتي لا يمكن وصفها إلا بأنه بطيئة الاستجابة. بالنسبة لما تقدمه الشركات الأخرى، تجاوب النظام بطئ جدا. ثم هناك المقود نفسه. نعم، فيراري تحاول إيجاد الرابط بين سباقات الفورمولا واحد وسياراتها التجارية، والمقود بلا شك يبدو رائعا، ولكن استخدامه ليس كذلك. إشارات الالتفاف مكانها غريب، وفي كل مرة عليك التفكير باستخدامها، والأمر ليس بديهيا إطلاقا. ربما مع الاستخدام المتكرر قد تعتاد عليه، ولكن حتى حينها، تظل أصابعك تلمس شاشة التحكم الصغيرة في المقود. هذه الشاشة ليست سلسة الاستخدام إطلاقا، وبدل أن تجعل حياتك أسهل، عليك أن تركز في الكيفية التي تحرك أصابعك عليها، وبالتالي تشيح بنظرك عن الطريق، وهو تماما عكس ما تريده. الأمر ذاته ينطبق على الشاشة الوسطية، والتي لا يمكن وصفها بأنها من الجيل الأحدث من أنظمة الترفيه والمعلومات. وأخيرا، عملية وصل الهاتف عبر تقنية "آبل كاربلاي" إضافة ممتازة، ولكن لماذا اختارت فيراري أن تنعكس شاشة الهاتف على لوحة العدادات بدل الشاشة الوسطية؟ ولماذا لا يمكنك عندها رؤية معلومات السيارة إطلاقا، بما في ذلك مستوى الدوران الذي يختفي تماما؟

 هذه أمور في العادة لا ألقي لها بالا إطلاقا في أي سيارة رياضية، فما بالك بسيارة فيراري؟ ولكن حين تقول فيراري أن فيراري روما سيارة موجهة لفئة جديدة من المستهلكين، فمثل هذه التفاصيل تصبح أكثر أهمية بلا شك. هل ستكون من الأهمية بمكان بحيث تدفع المشترين المحتملين بعيدا عنها؟ لا أعتقد ذلك. تجربة فيراري روما على أرض الواقع أكثر من كافية لتعويض ذلك. فما بين شخصية السيارة الرياضية وأدائها وتصميمها وحضورها ما يكفي من السحر لتقنع أيا كان بأنها خيار فريد. إذا كنت تبحث عن الراحة المطلقة، الفخامة الوثيرة، أو قيادة سيارة جميلة بسرعة، فهناك خيارات متعددة من بنتلي وأستون مارتن وغيرها، قد تناسبك أكثر. ولكن إن كنت تبحث عن سيارة ذات تصميم رائع، محرك جبار، شخصية فريدة وأداء لا يشق له غبار، يمكنك فعلا قيادتها بشكل يومي مع تكنولوجيا حديثة بما يكفي لتكون سيارتك اليومية فعلا، وتحمل في نفس الوقت شعار فيراري الشهير على مقدمته، فكل الطرق فعلا تؤدي إلى روما.

099A3285
099A3224