هذا شيءٌ لا نراه كل يوم، نحن لا نتحدث عن فورد موديل T طراز العام 1914 وحسب، بل إن موضوع الفيديو هو موديل T بجسم سبيدستر… وهي نُسخة مُعدلة حسب الطلب، وأيضاً هذا ليس موضوعنا، متى آخر مرة شاهدتُم فيها فيلمًا صامتًا بالأبيض والأسود؟

إذا ضغطت على زر تشغيل الفيديو فإنه يُمكنك أن ترى بأن الزمن هو العصر الحالي، إن فيديو يوتيوب العبقري هذا من قناة أوتوفانتايج لم يُصوَّر في 1914، ولكن اكتملت فيه كل أركان فيلم صامت من المدرسة القديمة التي كانت رائجةً في عهد موديل T. وكما يُمكنكم التخمين على الأرجح الآن، فإن موضوع الفيديو الصامت الذي يستمر لـ 13 دقيقة، هو التعرُّف على موديل T.

يعرض الفيديو الجوانب الأساسية لسيارة فورد موديل T، التي أنتجتها فورد ما بين عامي 1908 و 1927، ويُمكن القول بأنها أهم سيارة في القرن العشرين حيث عملت حرفيًا على جعل السيارات شيئًا رائجًا واعتياديًا حول العالم، أُنتِجَ منها أكثر من 15 مليون وحدة في عدة مصانع حول العالم، لبَّت حاجات كل الأسواق كما أحدثت ثورةً في عملية التصنيع. وذلك بفضل أسلوب خطّ التجميع الذي ابتكره هنري فورد، ما أدى لتراجع تكلفة الإنتاج التي أصبحت تُباع بأقل من 250 دولار أمريكي، وبالتأكيد هذا السعر في العقود الأولى من القرن العشرين وليس الآن، وبحساب مُعدلات التضخم فإن هذا السعر يُساوي الآن 3400 دولار، ولدى معظم السيارات الحديثة حزم إضافية قد تُكلِّف هذا المبلغ.

والتأكيد، فإن السيارات العصرية أكثر تعقيدًا من موديل T، فالسيارات الأولى لم تكُن تحوي مصابيح كهربائية، كما إن استخدام ذراع بادئ التشغيل اليدوي كان إجراءً اعتياديًا حتى 1919. كما لم تكن الأبواب والسقف جُزءًا أساسيًا من السيارة، ولكنها كانت صلبة مع نظام التعليق العرضي من نوابض ورقية. تعمل فورد موديل T بمحرك من أربع أُسطوانات سعته 2.9 ليتر، ويُمكن أن تصل سُرعتها القصوى إلى 80 كلم/ س، ويُمكن للسيارة المُعدلة مثل "سبيدستر" في الفيديو أن تصل لسُرعة أعلى قليلًا بفضل خفض الوزن، وعلى العكس المقولة الشهيرة لهنري فورد حول إمكانية الحُصول على السيارة بلون أسود، فإنه كان بالإمكان شراء فورد موديل T في سنوات إنتاجها الأولى بأي لونٍ تُريده، لكن هذا لم يستمرر طويلًا بالطبع.

هذا الفيديو مُبدع وذكي وطريقة رائعة لإلقاء نظرة جديدة على موديل T بطريقةٍ لم نشاهدها من قبل، ورُبما يدعونا هذا لإجراء مراجعات صامتة على السيارات الجديدة، مع بعض التعبيرات المُبالغ فيها والقليل من الموسيقى في الخلفية التي يُمكنها أن تُخبرك بما تريد معرفته عن السيارة، وقد يكون هذا شيئًا مُبتكرًا.