إذا كان السؤال: "ما الذي سيحصل عندما تجهز بورشه سيارتها القائمة على هندسة المحرك الوسطي كايمان بنفس المحرك الذي يجهز شقيقتها الاسطورية 911 وتحديدَا الفئة جي تي 3 منها؟" فإن الإجابة ستكون بورشه 718 كايمان جي تي 4 أر أس التي نختبرها هنا.

ولكن ماذا يعني هذا الامر بالحقيقة؟ أنه يعني أن الشخصية الرياضية المفعمة بالعنفوان التي يتمتع بها محرك الأسطوانات الست المنبطحة والحضور المثير الذي يضيفه على تجربة القيادة، أصبح مع جي تي 4 أر أس يقترن مع هيكل يحجز له مكانًا في الموقع المثالي لاي سيارة تسعى لتحقيق أفضل أداء ديناميكي، أي الوسط، وهنا لا أود أن أقول بأن جي تي 4 أر أس هي أفضل من 911 جي تي 3 إذ أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تبقي السيارة التي تحمل الرقم 911 الأسطوري الذي يختصر مجد بورشه، أفضل من أي سيارة أخرى تخرج عن خطوط إنتاج زوفنهاوزن (بإستثناء الطرازات الحصرية المحدودة الإنتاج من بورشه) لذا أسمح لي عزيزي القارئ أن ألتزم بما يبدو أنه رغبة بورشه ورغبتي أنا بالتأكيد، بعدم مقارنة تجربة قيادة أي سيارة رياضية بتجربة القيادة المميزة التي توفرها 911 ، فالأخيرة ليست مجرد سيارة متفوقة تقنيًا بل هي سيارة تسمو رِفعةً فوق المقاييس التقليدية التي تحدد أهمية السيارات.

والأن وبغض النظر عن مسألة المقارنة مع أسطورية 911  فإنه  وبمجرد إلقاء نظرة سريعة على جسم جي تي 4 أر أس سرعان ما نلاحظ إختلافها عن طراز كايمن جي تي 4 وذلك بسبب الجناح الخلفي الكبير والذي يحمل تصميم عنق البجعة، بالاضافة الى تصميم فتحة العجلة الامامية في الرفراف الامامي، العجلات المعدنية مأخذ الهواء الرئيسي خلف الأبواب ومأخذ الهواء الإضافي الذي يتخذ من الشباك الخلفي مقرأ له مما يساهم بتمرير صوت سحب الهواء من قبل المحرك إلى داخل المقصورة.

المعرض: بورشه 718 كايمان جي تي 4 أر أس

وبمناسبة ذكر الداخل فإن مقعدي السائق والراكب الى جانبه هما  أكثر ما يلفت النظر في مقصورة القيادة حيث أنهما  يتمتعان بوزن منخفض وتصميم رياضي جذاب يؤمن الاحتضان المثالي للأجسام خلال إجتياز المنعطفات بسرعة، وفي مقابل ذلك وعلى الرغم من أن لوحة القيادة تبدو بسيطة بعض الشيء إلا أنها توفر تماما ما يحتاجه السائق من معلومات من خلال مؤشراتها التي تقع مباشرة ضمن مستوى نظره.

حدود تميز السيارة لا تتوقف فقط عند التعديلات البسيطة التي طالت جسمها الخارجي فهذا ليس كل ما في الأمر وذلك لأن محرك كايمن الذي يتألف من ست أسطوانات منبطحة سعة 4.0 ليتر أصبح يولد قوة 493 حصان إذ أن قوته انخفضت بمقدار 10 أحصنة بالمقارنة مع ما يولده نفس المحرك في طراز 911 جي تي 3 بسبب المسافة الأطول التي ينبغي على نظام العادم أن يعبرها من المحرك بإتجاه الخلف والناجمة عن تثبيت المحرك في الوسط على متن كايمن جي تي 4 أر أس مقارنة بوضعية تثبيته الخلفية على متن 911 جي تي 3.

 وفي مقابل فإن وزن السيارة العام انخفض بمقدار 35 كلغ بعد أن تم تجهيزها بالعديد من الأمور التي ساهمت بخفض الوزن والتي نذكر منها إستبدال مقابض فتح الأبواب من الداخل بقطعة من القماش موصولة بآلية فتح الأبواب والجناح الخلفي الثابت الذي تم معه الاستغناء عن القطع الميكانيكية والمحركات الكهربائية المسؤولة عن رفع أو خفض الجناح المتحرك.

أما فيما يتعلق بنقل الحركة، فإن قوة محرك كايمن جي تي 4 أر أس تصل الى العجلات الخلفية الدافعة حصرًا عبر علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب من نوع PDK.

مع بدء تجربة القيادة، تبين لنا مباشرةً أن جي تي 4 أر أس توفر لسائقها إرتباطاً وثيقاً مع مكوناتها الميكانيكية بحيث يشعر وكأن السيارة هي إمتداد لجسمه، فأي حركة ولو بسيطة على دواسة الوقود، المكابح أو المقود تُترجم مباشرةً على أرض الواقع بشكلٍ يعزز من الشعور العالي بالسيطرة على السيارة، وتشجع السائق على زيادة سرعته أكثر فأكثر خاصةً خلال الإقتراب من المنعطفات أو الخروج منها، ولعل هذا الأمر ناجم بجزء منه بفضل تقنية الأسطوانات المنبطحة التي يتميز بها المحرك والتي تساهم بتخفيض مركز ثقله وأيضاً وضعيته الوسطية التي توفر كما ذكرنا أفضل نسبة لتوزيع الوزن بين الأمام والخلف.

 وفي المقاطع المستقيمة، فتُظهر السيارة تأدية لا بأس بها أبداً وذلك عندما تتمكن من الانطلاق من صفر الى سرعة 100 كلم/س 3.4 ثواني تقريباً قبل أن تصل الى سرعتها القصوى والبالغة 315 كلم/س، كما أن هذا التسارع يترافق مع صوت هادر يصدر عن العوادم يعلمك صوتياً بأن أسطوانات المحرك الست المنبطحة تعمل بكل دقة وجدية على توفير ما تحتاجه السيارة من قوة حصانية وما يحتاجه سائقها من أداء يسمح له بالتمتع بتجربة قيادة رياضية فريدة من نوعها.