رغم النهضة العمرانية والاقتصادية الكبيرة التي تشهدها العاصمة الاماراتية أبوظبي والتي تتمثل بالعديد من الانجازات الهندسية الكبيرة، يضاف اليها غنى الامارة بالمواد الأولية الأساسية كالنفط وغيره من الأمور التي لا يسعنا ذكرها هنا، الا أنه وبحسب رأيي ما يمكن اعتباره من أكثر الأمور التي تحجز مكانة مرموقة لـ أبو ظبي على الخريطة العالمية هو ارتباطها الوثيق بإحدى أهم الانجازات البشرية (على الأقل بالنسبة لعشاق السرعة) التي تتمثل بسيارات فيراري واسمها العريق، من خلال عالم فيراري الذي يُعتبر أول مركز ترفيهي في العالم مصمم على نمط الصانع الايطالي العريق ها هي أبو ظبي تستضيف مرة أخرى مهرجان سيارات فيراري .
المعرض: مهرجان فيراري
يكتسب هذا المهرجان أهميته كونه يتيح الفرصة لعدد غير قليل من محبي وعملاء فيراري لمشاهدة أفضل الطرازات التي أنتجتها عبر تاريخها، وفي البداية لا بد أن نذكر أن فعاليات المهرجان التي امتدت على مدار يومين تحت اشراف قسم كورس كلينتي وبالتعاون مع فيراري الشرق الأوسط وشمال افريقيا تضمنت مشاركة كل من برامج أف أكس أكس، أف أكس أكس-كي و599 أكس أكس بالاضافة الى سيارات الفورمولا 1 التاريخية مقابل عدد كبير من سيارات فيراري الأخرى وعلى رأسهم طراز أس أف 90 بفئتيه سترادالي وسبايدر فضلًأ عن عدد كبيرة من الطرازات التاريخية.
انطلاقاً من الفكرة التي تقول أن سيارات فيراري ولدت من رحم السباقات والتنافس وانسجاماً مع استراتيجية الشركة التي تهدف دائماً الى نقل أحدث تقنيات السباق من الحلبات الى الطرقات واثر التطور الكبير الذي شهدته فاتنات مارانيلو خلال السنوات العشرون الأخيرة والتي صُممت بشكلٍ يجعلها توفر لسائقها وبكل سهولة قدراً كبيراً من متعة القيادة وتسمح له بإستخراج كامل طاقتها حتى لو لم يكن يتمتع بنفس مهارات القيادة المتوفرة لـ شارل لوكلير أو غيره من الأبطال كان لا بد لفيراري أن تكرس هذا الواقع عبر انشاء برامج أف أكس أكس، أف أكس أكس-كي و 599 أكس أكس الذين يهدفون الى اشراك عدد من عملائها المميزين في تطوير سيارات فيراري المستقبلية وبشكلٍ يجعلهم يقومون بدور شبيه بما يقوم به أعضاء المجالس التمثيلية في الأنظمة الديمقراطية، فكما يسن هؤلاء النواب القوانين والأنظمة التي تسير أمور البلاد كذلك يقوم الأعضاء المشاركين ببرامج أف أكس أكس، أف أكس أكس-كي و 599 أكس أكس بتمثيل الملايين من عشاق سيارات فيراري في مهمة تقرير الشكل الذي يرغبون أن تتطور فيه معشوقاتهم الحمراء.

تستخدم سيارات برنامج أف أكس أكس عدد من التقنيات التي طورت انطلاقاً من طرازي أنزو ولافيراري يضاف اليها عدد آخر من التقنيات التي لا تزال قيد التطوير، ورغم أن مالكي هذه السيارات دفعوا مبلغ 1.3 مليون يورو مقابل الحصول عليها وعلى الخدمات التي يوفرها تقنيوا فيراري لها الا أنه لا يسمح لهم بقيادتها الا على حلبات محددة وموافق عليها من قبل فيراري وفي مناسبات تنظمها الشركة وتحت اشراف تقنيي فيراري الذين يتشاركون معهم في ضبط عيارات السيارة بشكلٍ يجعلها تتناسب مع أسلوب قيادتهم وبالتالي اعطائهم فكرة عن الأمور التي يتوجب عليهم تطويرها في السيارة وفي سيارات فيراري الأخرى.
أما قمة ما تستطيع فيراري أن تقدمه لعملائها وما يجعلهم يقتربون أكثر فأكثر من تاريخها الرياضي العريق فهو السماح لهم بشراء احدى سيارات الفورمولا 1 التي شاركت سابقاً في بطولة العالم عبر برنامج كورس كلينتي الذي يمكنهم من قيادة سيارات الفورمولا 1 التابعة لهم ضمن فعاليات غير تنافسية وبعيداً عن قوانين الفيا الصارمة.

يتخذ برنامج كورس كلينتي من حلبة فيورانو التابعة لفيراري مقراً له حيث يقوم نفس التقنيين الذين عملوا سابقاً على سيارات كل من نيكيي لودا، غرهارد برغر أو شوماخر بصيانة السيارات وحفظها، وبما أن العملاء يمكنهم شراء نفس السيارات التي قادها هؤلاء الأبطال لذا يمكنهم أيضاً اضافة اسمهم على هيكل السيارة الى جانب اسماء أبطالهم المفضلين. أما الطرازات الأكثر رواجاً بالنسبة للعملاء فهي بدون شك تلك التي تعود الى الفترة الممتدة من العام 1999 وحتى العام 2003 حيث أن القوانين التي صممت هذه السيارات انسجاماً معها كانت تسمح بإستخدام الأجهزة الالكترونية التي تساعد السائق خلال القيادة والتي توفر له أعلى درجات الثقة خلف مقودها خلال انطلاقه الى سرعة 330 كلم/س على الحلبات.